قرأت على أبي محمد عبد الخالق بن أبي الفتح الخفّاف : أخبركم أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد العكبري ، فأقرّ به ، قال : أنشدنا أبو الجوائز الحسين ابن عليّ الكاتب الواسطي لنفسه :
دع النّاس طرّا واصرف الودّ عنهم |
|
إذا كنت في أخلاقهم لا تسامح |
ولا تبغ من دهر تكاثف رنقه |
|
صفاء بنيه فالطباع جوامح |
وشيئان معدومان في الأرض : درهم |
|
حلال وخلّ في الحقيقة ناصح |
توفي أبو محمد ابن الصّابوني ليلة الاثنين خامس عشري شوّال سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم الاثنين عند أبيه بالجانب الغربي بمقبرة معروف بباب مسجد الجنائز وقد نيّف على الثمانين.
١٩٥٨ ـ عبد الخالق (١) بن المبارك بن عيسى ، أبو الفرج القارئ ، يعرف بابن المزيّن.
من ساكني باب الطّاق ومشهد أبي حنيفة رحمهالله (٢).
سمع أبا الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وروى لنا عنه.
قرئ على أبي الفرج عبد الخالق بن المبارك وأنا أسمع بمدرسة الحنفيين بسوق يحيى (٣) ، قيل له : أخبركم أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين ابن الفرّاء قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا والدي أبو يعلى محمد بن الحسين ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا عبيد الله بن محمد
__________________
(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٨٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٩٩ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٥٥.
(٢) هي المعروفة اليوم بالأعظمية ، بلدتنا.
(٣) مدرسة الحنفية وسوق يحيى في لب الأعظمية ، وهي مصاقبة لجامع الإمام أبي حنيفة النعمان ، ودارنا التي ولدت بها مقابلة لهذه المدرسة.