١٨٣٧ ـ عبد الرّحمن (١) بن محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد الأنباريّ ، أبو البركات الملقّب بالكمال النّحويّ ، الشّيخ الصّالح صاحب التّصانيف الحسنة المفيدة في النّحو وغيره.
كان فاضلا عالما زاهدا ، سكن بغداد من صباه إلى أن توفي بها. وتفقّه على مذهب الشافعي رضياللهعنه على الشّيخ أبي منصور ابن الرّزّاز بالمدرسة النّظامية ، ويقال : أعاد الدّرس لمدرسيها. وقرأ النّحو على النّقيب أبي السّعادات ابن الشّجري وغيره إلا أنّه لم يكن ينتمي في الأدب إلا إليه. وقرأ اللّغة على الشّيخ أبي منصور ابن الجواليقي.
وبرع في الأدب وصار شيخ وقته فيه ، ودرّس بالمدرسة النّظامية النّحو ، وأقرأ النّاس بها مدة. ثم انقطع في منزله مشتغلا بالعلم والعبادة ، وأقرأ النّاس العلم على طريقة سديدة وسيرة جميلة من الورع والمجاهدة والتّقلّل والنّسك وترك الدّنيا ومجانبة أهلها.
واشتهرت تصانيفه ، وظهرت مؤلفاته ، وتردّد الطّلبة إليه وأخذوا عنه واستفادوا منه.
وروى الحديث عن أبيه ، وعن أبي الفوارس خليفة بن محفوظ الأنباري ، وعن أبي بكر محمد بن عبد الله بن حبيب العامريّ ، وعن أبي الفضل محمد بن محمد بن عطّاف ، وأبي بكر محمد بن القاسم ابن الشّهرزوري ، وأبي منصور
__________________
(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١١ / ٤٧٧ ، والقفطي في إنباه الرواة ٢ / ١٧١ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٣٦٨ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ١٣٩ ، وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب نقلا من هذا الكتاب ٥ / الترجمة ٣٩٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٩٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١١٣ ، والعبر ٤ / ٢٣١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٠٩ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٢٤٧ ، والسبكي في طبقاته الكبرى ٧ / ١٥٥ ، والإسنوي في طبقاته ١ / ٢٠ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٣١٠ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٦٤١ ، والسيوطي في البغية ٢ / ٨٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٥٨.