ابن حنبل رحمهالله.
وعاد إلى بغداد فلقيناه بها في الجانب الغربي ، وسمعنا منه شيئا يسيرا لم أعقله عنه. وأنشدني من حفظه في المذاكرة ، قال : أنشدني أبو بكر عبد الرّحمن ابن محمد بن مغاور السّلمي بالمغرب ، قال : أنشدني القاضي أبو عليّ الحسين ابن محمد الصّدفي ، قال : أنشدني أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي بمنزله ببغداد لنفسه :
لقاء النّاس ليس يفيد شيئا |
|
سوى الهذيان من قيل وقال |
فأقلل من لقاء النّاس إلا |
|
لأخذ العلم أو لصلاح مال |
خرج ابن دحية عن بغداد إلى الشّام ، وصار إلى مصر فبلغنا أنّه أقام بها ملتحقا بأمرائها ، ولم يكن الثّناء عليه جميلا ، والله أعلم ، رحمهالله وإيانا.
٢١٤٨ ـ عمر (١) بن الحسن بن المبارك ابن البوّاب ، أبو القاسم بن أبي عليّ الأمين.
من أهل الحريم الطّاهريّ.
كان أمين القضاة بالحريم وما يليه هو وأبوه.
سمع أبا عليّ أحمد بن محمد ابن الرّحبي ، وأبا الحسن دهبل بن عليّ بن كاره وأخاه أبا محمد ، وأبا عبد الله محمد بن عليّ السّقّاء المقرئ ، وغيرهم ، وروى عنهم.
ذكر أنّ مولده في سنة ست وخمسين وخمس مئة.
وتوفي يوم الجمعة سابع عشر شعبان سنة سبع عشرة وست مئة ، ودفن يوم السبت ثامن عشر بباب حرب.
__________________
(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٩٩ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٥٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥١٢.