أنشدنا عمر بن أبي بكر المؤدّب إملاء بجامع المنصور ، قال : أنشدنا أبو الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام ، قال : أنشدنا الأمير أبو نصر عليّ بن هبة الله بن ماكولا لنفسه :
قوّض خيامك عن دار أهنت بها |
|
وجانب الذّلّ إنّ الذّلّ مجتنب |
وارحل إذا كانت الأوطان مضيعة |
|
فالمندل الرّطب في أوطانه حطب |
سألت عمر ابن طبرزد عن مولده ، فقال : في ذي الحجة سنة ست عشرة وخمس مئة.
وتوفي عصر يوم الثلاثاء تاسع رجب سنة سبع وست مئة ، وصلّي عليه ظهر يوم الأربعاء عاشره بين دار القزّ والشّارسوك (١) ، وحمل إلى مقبرة باب حرب ، فدفن عند أخيه عن تسعين سنة وسبعة أشهر.
٢١٨٥ ـ عمر (٢) بن محمد بن هارون المقرئ ، أبو حفص.
من أهل واسط ، من جانبها الشّرقي.
حفظ بها القرآن الكريم وقرأه على جماعة من الشّيوخ ، وصحب صدقة بن وزير الواعظ الواسطيّ ، وقدم معه بغداد في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة في جماعة من أصحابه ، واستوطنها إلى حين وفاته ، وأمّ بالنّاس في مسجد الطّيوريين سنين. وكان خيّرا ، لقّن القرآن العزيز جماعة ، وسمع ببغداد من أبي الوقت السّجزي ، وغيره. كتبنا عنه.
قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن هارون الواسطي ببغداد ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السّجزي قراءة عليه وأنت
__________________
(١) يعني : الجهارسوك ، وهي المربعة.
(٢) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ١٢١ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣١٢ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٢٦٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٤٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠٧.