وأبي محمد ابن الطّرّاح ، وإسماعيل ابن السّمرقندي ، وعبد الوهّاب الأنماطي ، وخلق يطول ذكرهم.
وكان سماعه صحيحا على تخليط فيه. سافر في آخر عمره إلى الشام ، وحدّث في طريقه بإربل والموصل وحرّان وحلب ودمشق وغيرها من المنازل والقرى ، وعاد إلى بغداد قبل وفاته وحدّث بها.
وجمعت له «مشيخة» عن ثلاثة وثمانين شيخا ، وبقي من شيوخه من لم يقع إليّ حديثه ، وقرئت عليه ببغداد وفي سفره مرارا لا تحصى. سمعنا منه مدة وأملى علينا مجالس بجامع المنصور ، فكتبناها عنه.
قرأت على أبي حفص عمر بن محمد ابن طبرزد ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان قراءة عليه ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، قال (١) : حدثنا عبد الله بن روح المدائني ومحمد بن رمح ، قالا : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم التّيمي أنّه سمع علقمة بن وقّاص يقول : سمعت عمر بن الخطّاب يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «الأعمال بالنّيّة ، وإنما لامرئ ما نوى ، فمن كان هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كان هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوّجها فهجرته إلى ما هاجر إليه».
قلت : أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة (٢) ، عن يزيد بن هارون هكذا (٣).
__________________
(١) الغيلانيات (٣٣٤).
(٢) هكذا في النسخ ، وهو غلط محض صوابه : «محمد بن عبد الله بن نمير» ، كما في صحيح مسلم (١٩٠٧) ، وقد ضبّب المنذري عليه وأشار إلى الصواب.
(٣) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٢٥ ، وتكرر في التراجم ٣٢٠ و ٣٤٥ و ٩٧٠ و ١٠١٥.