وأنشدني أبو القاسم الصوفي أيضا وأملاه علي :
أيّ شيء يكون أعجب من ذا |
|
إن تفكّرت في صروف الزمان |
حادثات السرور توزن وزنا |
|
والبلايا تكال بالقفزان |
توفي أبو القاسم سبط حامد البنّاء في سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الشّرقي بباب الأزج عند عقد ابن عرب.
٢٤٨١ ـ عليّ (١) بن يحيى بن عبد الكريم ، أبو الحسن.
من أهل البندنيجين ، يعرف بابن الفقيه.
قدم بغداد وأقام بها مدة ، وتفقه على مذهب الشّافعي ، وسمع من أبي الوقت السّجزي وغيره. ثم أظهر النّسك والانقطاع والرّياضة ، بتقليل الطّعام والخلوة ، فصار له بذلك سوق عند قوم وقبول. وكان يقع فيه آخرون وينكرون ما يدّعيه ، وينسبون ما يظهره إلى الرّياء وطلب السّمعة. وفي الجملة ، لم يكن عليه طلاوة ولا له في القلوب تلك المكانة ، ومضى أمره على ذلك سنين إلى أن حمل من بغداد إلى البندنيجين معتقلا فكان بها إلى أن توفي في سنة ثلاث وست مئة أو نحوها (٢).
٢٤٨٢ ـ علي (٣) بن يحيى بن الحسن بن بركة القطّان ، أبو الحسن ، ابن أخت الشّيخ أبي الفرج ابن الجوزي.
سمع شيئا من الحديث في صباه بإفادة خاله الشّيخ أبي الفرج من أبوي الفضل : محمد بن عمر الأرموي ومحمد بن ناصر البغدادي ، وغيرهما. وكانت
__________________
(١) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٧٢ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٩٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨١.
(٢) حدد ابن النجار وفاته في محبسه في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر ربيع الأول من هذه السنة ، سنة ٦٠٣.
(٣) ترجمه ابن النجار في التاريخ المجدد ، الورقة ٧٢ (باريس) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٦٢.