من أهل واسط ، يعرف بابن خندي.
ولد بقرية تعرف بالحدادية (١) ، وحفظ القرآن الكريم بها ، وتفقّه بواسط على أبي جعفر هبة الله بن يحيى ابن البوقي ، وسمع منه الحديث ومن غيره. ونظر في العربية والنّحو ، وصارت له معرفة حسنة بذلك ، وبالتفسير. وسمع بالبصرة من أبي جعفر المبارك بن محمد المواقيتي ، وبالكوفة من أبي العبّاس أحمد بن يحيى بن ناقة ، وبمكة شرّفها الله من أبي محمد المبارك بن علي ابن الطّبّاع.
ودرّس الفقه بواسط ، وذكر التّفسير ، وأفتى. وقدم بغداد وجالس العلماء بها ، وسمع من شيوخنا ، وكتب عن الشّيخ أبي الفرج ابن الجوزي شيئا من كتبه ، وعاد إلى بلده. وكان عالما عاملا ناسكا ، حسن الطّريقة.
توفي بواسط في ليلة الاثنين ثالث عشر شهر ربيع الأوّل سنة ست وثمانين وخمس مئة ، وحضرنا الصّلاة عليه يوم الاثنين بمصلّى العيد منها ، والجمع وافر ، ودفن بمقبرة مسجد زنبور ، وقد بلغ الستين أو أناف عليها ، والله أعلم.
٢١٢٨ ـ عبد المعيد (٢) بن عبد المغيث بن زهير ، أبو محمد.
من أهل الحربية ، وقد تقدّم ذكر أبيه (٣).
وعبد المعيد هذا أسمعه والده من جماعة منهم : أبو الوقت السّجزي ، وأبو محمد ابن المادح ، وأبو المظفّر ابن الشّبلي ، وأبو الفتح ابن البطّي وغيرهم. ولم تكن له عناية بهذا الشأن ، ولا رزق منه حظّا ، يقال : إنه روى شيئا يسيرا.
توفي في ثاني عشر جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، فيما قيل ، والله أعلم.
__________________
(١) قال ياقوت : قرية كبيرة بالبطيحة من أعمال واسط ... رأيتها (معجم البلدان ٢ / ٢٢٧).
(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٨٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٣٢.
(٣) الترجمة ٢١٢٦.