ذكر من اسمه عبد السّيّد
٢٠٩٦ ـ عبد السّيّد (١) بن عليّ بن محمد بن الطّيّب بن مهدي المتكلّم ، أبو جعفر ، المعروف بابن الزّيتوني.
قرأ علم الكلام والفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمهالله على أبي الوفاء عليّ بن عقيل ثم صار حنفيا ، فقرأ على خلف بن أحمد الضّرير مدرّس مشهد أبي حنيفة رحمهالله. وكان يذبّ عن مذهب المعتزلة.
سمعت شيخنا مجير الدّين أبا القاسم محمود بن المبارك البغدادي يذكر عبد السّيّد ابن الزّيتوني ويصفه بمعرفة علم الكلام ، وقال : قرأت عليه ، وروى لنا عنه إنشادا كتبناه عنه.
أنشدنا مجير الدين أبو القاسم محمود بن المبارك ، قال : أنشدنا عبد السّيّد ابن الزّيتوني لبعضهم :
من أراد الرّوح من همّ طويل |
|
فليكن فردا من النّاس ويرضى بالقليل |
ويرى أنّ قليلا نافعا غير قليل |
|
ويداوي مرض الوحدة بالصّبر الجميل |
أيّ عيش لامرئ يصبح في حال ذليل |
|
بين قصد من عدوّ ومداراة جهول |
أو مماشاة بغيض أو مقاساة ثقيل |
|
أفّ من معرفة النّاس على كلّ سبيل |
وتمام الأمر لا يعرف سمحا من بخيل |
|
فإذا أكمل هذا كان في ملك جليل |
قال صدقة بن الحسين في «تاريخه» : توفي عبد السّيّد ابن الزّيتوني في شوّال سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة ، وكان متكلّما ، وله مصنّفات ، ودفن بمقبرة أحمد ، رحمهالله وإيانا.
__________________
(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ١٢٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٨٠٩ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٩٤ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٨٦ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ٤٤١ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ٢ / ٤٢٤.