سمع منه ابناه أبو طالب عبد المنعم وأبو الفتوح عبد الرّحمن ، والقاضي عمر القرشي ، وغيرهم.
أنبأنا أبو المحاسن الدّمشقي ، قال : سألت أبا محمد ابن الفرّاء عن مولده فقال : في سنة عشر وخمس مئة.
قلت : وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.
١٨٨٠ ـ عبد الرّحيم (١) بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن دوست النّيسابوري الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو القاسم ، شيخ الشيوخ ابن شيخ الشيوخ أبي البركات ابن شيخ الشيوخ أبي سعد الصّوفي.
الشيخ الفاضل ، شيخ وقته ، والمقدّم في زمانه ، والرئيس على أقرانه. من بيت صالحين أهل تصوّف وتقدّم وخدمة الفقراء ، وذوي برّ وصلة مع خصائص تفرّد بها عبد الرّحيم هذا من حفظ القرآن الكريم ، ومعرفة حسنة بالفقه والأدب ، وحسن عبارة في التّرسل والنّظم ، وسماع كثير للحديث من جماعة من الشيوخ مثل : أبيه أبي البركات ، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي منصور عليّ بن عليّ الأمين ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي ، وأبي بكر محمد ابن عبد الله بن حبيب العامري ، وجماعة من الغرباء منهم : أبو عبد الله محمد ابن حمّوية الجويني وأخوه عبد الصّمد ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي وجماعة غيرهم.
وحدّث بالكثير ببغداد ، ومكّة شرّفها الله ، وبالمدينة على ساكنها أفضل الصّلاة والسّلام ، وبدمشق ، ومصر وغيرها من البلاد في أسفاره. وكان وجيها
__________________
(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١١ / ٥٠٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٤٠ ، والمختصر المحتاج ٣ / ٢٥ ـ ٢٧ ، والصفدي في الوافي ١٨ / ١٢١. والمقريزي في السلوك ١ / ١ / ٨٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٩٧.