سمع ببغداد من أبي الوقت السّجزي ، وأبي المظفّر ابن الشّبلي ، وأبي محمد ابن المادح ، وأبي بكر أحمد بن المقرّب الكرخي ، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبي محمد عبد الله بن عبد الصّمد السّلمي ، وشهدة بنت أحمد الإبري ، وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف ، وجماعة آخرين. ويقال : إنه رحل إلى خراسان وسمع بها ـ وفي طريقه ـ من جماعة.
وعاد إلى بغداد وشهد بها عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الثانية يوم السبت سادس صفر سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان : أبو محمد الحسن بن أحمد ابن الدّامغاني ، وأبو المظفر أحمد بن أحمد بن حمدي.
وكانت له حلقة بجامع القصر الشّريف يقرأ فيها الحديث إلى حين وفاته.
سألت عنه شيخنا عبد العزيز بن الأخضر فلم يصفه بشيء ، فقلت له : إنه كان يوصف بالحفظ والمعرفة ، فنظر إليّ كالمتعجّب ، أو لم يعجبه ذلك.
حدّث أبو أحمد بشيء يسير ، وشرع في جمع تاريخ للبصرة ، ووضع منه تراجم ، فمات قبل إتمامه ، في آخر نهار الأربعاء رابع ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، ودفن يوم الخميس خامسه بالجانب الشرقي بالمقبرة المعروفة بالعطّافية ، وقيل : المقبرة المعروفة بالدّبنكيّة مقابل العطّافية.
٢٥١٣ ـ العباس (١) بن محمد بن الحسن الهاشميّ ، أبو الفضل الزّاهد.
صاحب الرّباط بالموضع المعروف بالقيصرية ، قريب من الرّيّان. رجل صالح حسن الطّريقة. أصابه مرض في آخر عمره ، فقصره في منزله ومنعه من الحركة. وكان عنده في رباطة جماعة من الفقراء والمنقطعين.
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، ومن بعده.
__________________
(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦١٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٣٦ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٥١.