وذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر القرشي وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق البيّع أنّ أبا محمد عبد الرّحمن بن يحيى بن عبد الباقي الزّهري المعروف بابن شقران روى لهما عنه ، أعني عبد الغفار الشّيرويي ، وقال : سمعت منه ببغداد ، قال القرشي : وابن شقران ضعيف.
قلت : ولم يتابع ابن شقران على قوله هذا ، ولم يرو عن الشّيرويي غيره من أهل بغداد ، ولا ذكر أحد قدومه إليها غيره ، وما ابن شقران ممن تقوم به حجة ولا يعتمد على قوله ، والله الموفق.
أخبرنا أبو المعالي عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي من أهل نيسابور ، قدم علينا حاجا بقراءتي عليه ، قال : ولد شيخنا أبو بكر الشّيرويي في ذي الحجة سنة أربع عشرة وأربع مئة ، وتوفي في ذي الحجة سنة عشر وخمس مئة وله ست وتسعون سنة ، وسمع منه جدّي وأبي وإخوتي وأنا معهم ، رحمهمالله وإيانا.
١٩٦٥ ـ عبد الغفّار (١) بن محمد بن عبد الواحد أبو سعد الأعلميّ القومسانيّ.
وقومسان : من أعمال همذان ، وأعلم من نواحيها.
قدم بغداد ، وأقام بها للتّفقه مدة ، وسمع بها من أبي حفص عمر بن أبي الحسين الأشتري المقرئ ، وقرأ الأدب على الكمال أبي البركات عبد الرحمن ابن محمد الأنباري ، وصار إلى الموصل فاستوطنها ، ولقيته بها ، وكتبت عنه هناك.
قرأت على أبي سعد عبد الغفّار بن محمد بن عبد الواحد القومساني بالموصل ، قلت له : حدّثكم أبو حفص عمر بن أبي الحسين بن أبي الفتح الأشتري من لفظه ببغداد ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو مقاتل مناور بن فرّكوية
__________________
(١) ترجمه القرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٣٢٢ ولقبه سراج الدين.