وغيرهم ، وكان يسميه عمر نسيج وحده ، ولاه عمر حمص بعد سعيد بن عامر بن خذيم فبقي على إمرتها حتى قتل عمر ، ثم نزعه عثمان. قال الحسن بن أبي الحسن : كان عمر بعث عمير بن سعد أميرا على حمص فأقام بها حولا فأرسل إليه عمر وكتب إليه : بسم الله الرحمن الرحيم من عمر بن الخطاب إلى عمير بن سعد السلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وقد وليناك شيئا من أمر المسلمين فلا أدري ما صنعت أوفيت بعهدنا أم خنتنا ، فإذا أتاك كتابي هذا إن شاء الله فاحمل إلينا ما قبلك من فيء المسلمين ثم أقبل والسلام عليك ، قال : فأقبل عمير ماشيا من حمص بيده عكازة وإداوة وقصعة وجراب كثير الشعر ، فلما قدم على عمر قال له : يا عمير ما هذا الذي أرى من سوء حالك أكانت البلاد بلاد سوء أم هذه خديعة منك ، قال عمير : يا عمر بن الخطاب ألم ينهك الله عن التجسس وسوء الظن ، ألست تراني طاهر الدم صحيح البدن ومعي الدنيا بقرابها ، قال عمر : ما معك من الدنيا ؟ قال : مزودي أجعل فيه طعامي وقصعة آكل فيها ومعي عكازتي هذه أتوكأ عليها وأجاهد بها عدوا إن لقيته وأقتل بها حية إن لقيتها فما بقي من الدنيا ، قال : صدقت فأخبرني ما حال من خلفت من المسلمين ؟ قال : يصلون ويوحدون وقد نهى الله أن يسأل عما وراء ذلك ، قال : ما صنع أهل العهد ؟ قال عمير : أخذنا منهم الجزية عن يد وهم صاغرون ، قال : فما صنعت بما أخذت منهم ؟ قال : وما أنت وذاك يا عمر ، أرسلتني أمينا فنظرت لنفسي ، وأيم الله لو لا أني أكره أن أغمك لم أحدثك يا أمير المؤمنين ، قدمت بلاد الشام فدعوت المسلمين وأمرتهم بما حق لهم عليّ فيما افترض الله تعالى عليهم ، ودعوت أهل العهد فخلعت من عسهم (١) فأخذناه منهم ثم رددناه على فقرائهم ومجهوديهم لم ينلك من ذلك شيء فلو نالك بلغناك إياه وذكر حديثا طويلا منكرا (٢). قال المفضل العلائي : زهاد الأنصار ثلاثة أبو الدرداء وشداد بن أوس وعمير بن سعد اه. وذكره قبل ذلك في فصل من توفي في خلافة عثمان ، وقد كانت وفاة عثمان رضياللهعنه سنة خمس وثلاثين. وفي الإصابة قال الواقدي : كان عمر يقول : وددت أن لي رجالا مثل عمير بن سعد أستعين بهم على أعمال
__________________
(١) هكذا في الأصل
(٢) الحديث المنكر هو الذي انفرد به راو لم يبلغ رتبة من يحتمل تفرده.