وذكرها المتنبىء فقال :
أحبّ حمصا إلى خناصرة |
|
و كلّ نفس تحب محياها |
اه. قال الطرشوشي في كتابه سراج الملوك في باب سيرة السلطان : قال رجاء ابن حيوه : بينا نحن بخناصرة إذا بامرأة تسأل عن دار عمر بن عبد العزيز رضياللهعنه فأرشدناها إلى الدار فرأت دارا مهشمة فقالت لخياط هناك : استأذن لي على فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز ، قال : فادخلي وصوّتي بها فإنها تأذن لك ، فدخلت فلما أبصرت ما هناك قالت : جئت أرمّ فقري من بيت الفقراء ، وإذا رجل يعمل في الطين فسألتها عن أمير المؤمنين فقالت : هو ذلك يعمل في الطين ، فقالت له : يا أمير المؤمنين مات زوجي وترك ثمان بنات ، فبكى عمر بكاء شديدا ثم قال لها : ما تريدين ؟ قالت : تفرض لهن ، قال : نفرض للكبرى ما اسمها قالت : فلانة ، فكتبها فقالت : الحمد لله : قال : ما اسم الثانية ؟ قالت : فلانة فكتبها فقالت : الحمد لله حتى كتب السابعة فقالت : جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين. فطرح القلم من يده وقال لها : أما إنك لو وليت الحمد أهله لأتممناهن لك ، مري السبع يواسين هذه الثامنة. اه.
وقال في الجزء الثامن من الأغاني : حدثنا شعيب قال : أخبرني ابن عمار بسنده أن عمر بن عبد العزيز خطب بخناصرة خطبة لم يخطب بعدها ، حمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال : أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثا ولم تتركوا سدى ، وإن لكم معادا يتولى الله فيه الحكم فيكم والفصل بينكم فخاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء ، وحرم الجنة التي عرضها السموات والأرض ، واعلموا أن الأمان غدا لمن حذر الله وخافه وباع قليلا بكثير ونافدا بباق وخوفا بأمان ، ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وسيخلفها من بعدكم الباقون ، وكذلك حتى تردوا إلى خير الوارثين ، ثم إنكم في كل يوم وليلة تشيعون غاديا إلى الله ورائحا قد قضى نحبه وانقضى أجله ، ثم تضعونه في صدع من الأرض في بطن لحد ثم تدعونه غير موسد ولا ممهد ، قد خلع الأسلاب وفارق الأحباب ووجه للحساب ، غنيا عما ترك ، فقيرا إلى ما قدم ، وأيم الله إني لأقول لكم هذه المقالة ولا أعلم عند أحد منكم أكثر مما عندي ، وأستغفر الله لي ولكم ، وما يبلغنا أحد منكم حاجة يسعها ما عندنا إلا سددنا من حاجته ما قدرنا عليه ولا أحد يتسع له ما عندنا إلا وددت أنه بدىء به