ذي المعالي فليعلون من تعالى |
|
هكذا هكذا وإلا فلا لا |
إنه قال هذه القصيدة يذكر نهوض سيف الدولة إلى الثغر ، وذلك في جمادى الأولى سنة أربعين وثلاثمائة ، قال : وكان سبب عمل هذه القصيدة أن سيف الدولة ورد عليه أن الدمستق وجيوش النصرانية قد نزلوا على حصن الحدث ونصبوا عليه مكايد وقدروا أنها فرصة فيه لما تداخل أهله من الانزعاج والقلق ، وكان ملكهم قد ألزمهم قصده وأنجدهم بأصناف العسكر من البلغر والروس والصقلب وأنفذ معهم العدد الكثير والعدد ، فركب سيف الدولة نافرا وانتقل إلى غير الموضع الذي كان فيه ونظر فيما يجب أن ينظر فيه ، وسار عن حلب في جمادى الأولى ، فنزل رعبان وأخبار الحدث عليه مستعجمة لأنهم ضبطوا الطرق ليخفى عليه خبرهم ، فلما ضجر لبس سلاحه وأمر أصحابه بمثل ذلك وسار زحفا ، فلما قرب من الحدث عادت الجواسيس تعلمه أن العدو لما أشرفت عليه خيول المسلمين من عقبة يقال لها العبرى رحل ولم تستقر به دار ، وامتنع أهل الحدث من البدار بالخبر خوفا من كمين يعترض الرسل ، فنزل سيف الدولة بظاهره وأتتهم طلائعهم تخبر سيف الدولة بانصرافهم إلى حصن رعبان ، ووقعت الضجة وظهر الاضطراب وولى كل فريق على وجه ، وخرج أهل الحدث فأوقعوا ببعضهم وأخذوا آلة سلاحهم وأعدّوه في حصنهم. اه.
سنة ٣٤١
قال ابن الأثير : في هذه السنة ملك الروم مدينة سروج وسبوا أهلها وغنموا أموالهم وأخربوا المساجد.
وفي هذه السنة بنى سيف الدولة مرعشا ، وامتدحه عند ذلك أبو الطيب المتنبي بقصيدة قال في مطلعها :
فديناك من ربع وإن زدتنا كربا |
|
فإنك كنت الشرق للشمس والغربا |
ومنها
هنيئا لأهل الثغر رأيك فيهم |
|
و أنك حزب الله صرت لهم حزبا |