القسم الأول
وهو في ثلاثة مجلدات ، ذكرت فيه من ملك حلب ومن تولاها من حين الفتح الإسلامي [ فتح أبي عبيدة بن الجراح رضياللهعنه ] سنة ١٦ إلى نهاية سنة ١٣٢٥ وأخبار ملوكها وأمرائها والحوادث التي حصلت في زمنهم وما لهم من الآثار.
وقد وقفت فيه عند هذه السنة لأن السنة التي بعدها حصل الانقلاب العثماني حيث قام فيها نيازي وأنور وغيرهما من الضباط وثاروا مع الجيش العثماني في جهة سلانيك وقصدوا الأستانة وألزموا السلطان عبد الحميد الثاني إقامة حكومة دستورية وإعادة فتح المجلس النيابي الذي كان أغلقه قبل ذلك بسنين ، وحصل من ذلك الحين إلى السنة التي نحن فيها وهي سنة ١٣٤٢ حوادث كثيرة خطيرة يطول شرحها تصلح أن تجعل تاريخا على حدة ، ووجدت أني إذا تتبعتها وتتبعت ما له علاقة بهذه الحوادث بالشهباء وما حولها أضعت ما ألزمت به نفسي من التنقيب والبحث دائما عمّا يتعلق بالشهباء من حوادثها القديمة وتراجم أعيانها السابقين المبعثرة في بطون الكتب والأوراق المفردة الملقاة في زوايا الإهمال في الخزائن. وفي البحث عنها وعما جد من الحوادث الأخيرة إضاعة للجهيتن معا ، فإذا وجدت أن البحث قد بلغ حده وانقطع الأمل من العثور على حوادث الشهباء القديمة وتراجم أعيانها السابقين وكان في الأجل فسحة وفي الوقت متسع وجهت الهمة إلى تدوين ما كان من الحوادث في الشهباء من سنة ١٣٢٦ إلى المدة التي نكون فيها وجعلته ذيلا على حدة وبالله التوفيق.
خطتي في هذا القسم :
توخيت في هذا القسم خطة البسط ، فما رأيته من الحوادث في كتابين أخذت الأوسع منهما ، وإذا كان في الأقل زيادة مفيدة التقطتها وأضفتها إلى تلك لتكون الفائدة أتم. أردت بذلك أن يخرج الكتاب عن حد الفهرست التي يقل الاستفادة منها كما هو