سنة ٣٥٧
قال ابن الأثير : فيها في ذي القعدة وصلت سرية كثيرة من الروم إلى أنطاكية ، فقتلوا في سوادها وغنموا وسبوا اثني عشر ألفا من المسلمين.
وفي هامش تجارب الأمم نقلا عن صاحب تاريخ الإسلام : في هذه السنة في ذي القعدة أقبل عظيم الروم نقفور بجيوش إلى الشام ، فخرج من الدرب ونازل أنطاكية ، فلم يلتفتوا إليه ، فهددهم وقال : أرحل وأضرب الشام وأعود إليكم من الساحل ، ورحل في اليوم الثالث ونازل معرة مصرين فأخذها وغدر بهم وأسر منهم أربعة آلاف ومائتي نسمة ، ثم نزل على معرة النعمان فأحرق جامعها ، وكان الناس قد هربوا في كل وجه إلى الحصون والبراري والجبال المنيعة ، ثم سار إلى كفر طاب وشيزر ثم إلى حماة وحمص فخرج من بقي بها ، فأمنهم ودخلها فصلى في البيعة وأخذ منها رأس يحيى بن زكريا وأحرق الجامع ، ثم سار إلى عرقة فافتتحها ، ثم سار إلى طرابلس فأخذ ربضها ، وأقام في الشام أكثر من شهرين ورجع ، فأرضاه أهل أنطاكية بمال عظيم.
وقال أيضا : ووصل ملك الروم لعنه الله إلى حمص وملكها بالأمان ، وخافهم صاحب حلب أبو المعالي بن سيف الدولة فتأخر عن حلب إلى بالس وأقام بها الأمير قرعويه ، ثم ذهب أبو المعالي إلى ميافارقين لما تفرق عنه جنده وصاروا إلى ابن عمه صاحب الموصل أبي تغلب ، فبالغ في إكرامهم ، ثم رد أبو المعالي إلى حلب فلم يمكن من دخولها ، واستضعفوه وتشاغل بحب جارية ، فرد إلى سروج فلم يفتحوها له ، ثم إلى حران فلم يفتحوا له أيضا ، واستنصر بابن عمه أبي تغلب فكتب إليه يعرض عليه المقام بنصيبين ، ثم صار إلى ميافارقين في ثلثمائة فارس فقل ما بيده ، ووافت الروم إلى ناحية ميافارقين وأرزن يعيثون ويقتلون ، وأقاموا ببلد الإسلام خمسة عشر يوما ورجعوا بما لا يحصى اه.
وفي المختار من الكواكب المضية : ثم إن أبا المعالي أخرج قرعويه من حلب لمخالفة أهل حلب عليه ، فتقرب إليهم بعمارة السور والقلعة ، وكانت قد هدمتها الروم حين هجموها سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ، وكان قد اتفق وصول عساكر الروم إلى ناحية