منها عسكر وأتاه عن بلاده الخير أن أهل حران عصوا عليه فرحل عن دمشق إلى بلاده وأظهر أنه يريد البلاد بفلسطين ، فرحل أولا إلى مرج الصفّر ، فارتاع أهل دمشق وتتش واضطربوا ، ثم إنه رحل من مرج الصفّر مشرقا في البرية وجد في مسيره فهلك من المواشي الكثير مع عسكره ومن الدواب شيء كثير وانقطع خلق كثير.
سنة ٤٧٦
قال ابن الأثير : في هذه السنة عصى أهل حران على شرف الدولة مسلم بن قريش وأطاعوا قاضيهم ابن حلبة وأرادوا هم وابن عطير النميري تسليم البلد إلى جبق أمير التركمان ، وكان شرف الدولة على دمشق يحاصر تاج الدولة تتش بها ، فبلغه الخبر فعاد إلى حران وصالح ابن ملاعب صاحب حمص وأعطاه سلمية ورفنيّة وبادر بالمسير إلى حران ، فحصرها ورماها بالمنجنيق فخرب من سورها بدنة وفتح البلد في جمادى الأولى وأخذ القاضي ومعه ابنين له فصلبهم على السور.
سنة ٤٧٧
ذكر الحرب بين فخر الدولة بن مروان وشرف الدولة مسلم بن قريش
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٨٦ : فيها عقد السلطان ملكشاه لفخر الدولة بن جهير على ديار بكر وخلع عليه وأعطاه الكوسات وسير معه العساكر وأمره أن يقصدها ويأخذها من بني مروان وأن يخطب لنفسه ويذكر اسمه على السكة فسار إليها.
وقال في حوادث سنة ٤٧٧ : ثم سير السلطان إليه جيشا آخر فيهم الأمير أرتق بن أكسك ، وقيل أكسب والأول أصح ، وأمرهم بمساعدته ، وكان ابن مروان قد مضى إلى شرف الدولة وسأله نصرته على أن يسلم إليه آمد ، وحلف كل واحد لصاحبه وكل منهما يرى أن صاحبه كاذب لما كان بينهما من العداوة المستحكمة ، واجتمعا على حرب فخر