أزقة الشهباء ويقرأ ما كتب على تلك الأماكن ويحرر ذلك عنده ، وقد كانت وفاة الطبيب المذكور في أوائل هذا القرن ولم أقف على تاريخ مجيئه من بلاده إلى هنا.
وإقدام الطبيب المذكور على نسبة جميع الكتاب إلى نفسه وبخسه حق مؤلفه وناظم عقده أمر غريب في بابه جدا وهو خيانة كبرى للعلم لا ينبغي أن تصدر من أمثاله ، وكأنه ظن أن ذلك سيبقى تحت طي الخفاء والكتمان لا تظهره الأيام والأزمان ، ولو أنه عزا الكتاب إلى صاحبه وأدى الأمانة إلى أهلها وذكر ماله في هذا الكتاب من الزيادات لكنا من الشاكرين له والمقدرين لمساعيه.
ومما يجدر التنبيه عليه أن الطبيب المذكور لم يستقص في كتابه جميع الكتابات المنقوشة على أبواب وجدران الجوامع والمدارس والخانات والقساطل والمنارات والزوايا والرباطات والذي كاد يستقصي ذلك لجنة ألمانية حضرت إلى الشهباء سنة ١٣٢٦ مؤلفة من ثلاثة أشخاص يدعى أحدهم ( صوبرنهام ) والثاني ( برنهارد سوفير ) والثالث الطبيب ( إرنست هارتز فيلد ) بقيت تتجول في الشهباء وضواحيها مقدار ثلاثة أشهر ، إلا أنها لم تأخذ النقوش التي كتبت بعد الفتح السليمي ، وقد تعرفت بهؤلاء الثلاثة حينما أتوا إلى محلتنا ( باب قنسرين ) وأخذوا يقرؤون ما كتب على الحجر المدور الموضوع فوق باب المسجد المعروف الآن بمسجد الشيخ حمود الملاصق للبيمارستان الأرغوني ، فساعدتهم على قراءة ما كتب على ذلك الحجر بالخط الكوفي والكتابة مما يسر قراءتها وهي :
[ بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عمر ابتغاء ثواب الله تعالى أبو المكارم الأسكافي عفا الله عنه سنة اثنين وأربعين وخمسمائة ] وحينما وقفوا عند البيمارستان الأرغوني وأخذوا في قراءة ما كتب على بابه رأيتهم يقرؤون ثم يراجعون ذلك في كتاب بيشوف فلحظوا مني أمارة التعجب من ذلك فقال لي أحدهم : إنا لا نثق كثيرا بما كتبه بيشوف لأنه قد لا يقف على كلمة حق الوقوف فيثبتها محرفة والاختبار أيد عندنا ذلك ، فلهذا نحن مضطرون إلى القراءة ثم المراجعة ليكون علمنا يقينيا لا ريب فيه.
ورافقت هؤلاء في يوم ذهبوا فيه إلى تربة الصالحين فتساعدنا على قراءة ما كتب فوق باب قبلية المسجد بجانب المقام الذي فيه أثر قدم كبيرة يقال إنها أثر قدم سيدنا إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه ، وبعد مشقة ووقت غير قليل تمكنا من قراءة ما نقش