زوجة سرجال خزائنه وأمواله وقبض على أموال القتلى ودورهم وأخذها وزوج نساء القتلى بمن بقي وأثبت الخيل وجمع وحشد واستولى على أنطاكية ، ولو سبقه إيلغازي إلى أنطاكية لما امتنعت عليه.
ووصل أتابك إلى نجم الدين بأرتاح فعاد ونزل الأثارب وهجم الربض ونهبه وقتل من قدر عليه وخرجت أحداث من حلب ونقبوا حصنها فطلبوا الأمان فأمنهم بعد أن استأخذت وسيرهم إلى مأمنهم ، ورحل منها إلى زردنا وكانوا قد حصنوها وأحكموا عمارتها وقاتلها فطلبوا الأمان فأمنهم وسيرهم إلى أنطاكية ، فلقيهم بعض التركمان فنهبوهم وقتلوا بعضهم ومضوا إلى أهلهم ، وكان صاحب زردنا لما بلغه منازلتها حمل بغدوين والفرنج إلى الخروج لاستنقاذها وقد عرفوا تفرّق التركمان بالغنائم وعودهم إلى أهلهم وأن إيلغازي في عدة قليلة ، فبلغه ذلك فجدّ في قتالها حتى أخذها كما ذكرناه ورتب أصحابه بها وتوجه بمن بقي معه واستصحب معه عسكر أتابك وطغان أرسلان بن دملاج جرايد إلى دانيث بعد أن ردّ الأثقال والخيام إلى قنسرين ، ووصل إلى دانيث في يومه فوجد الفرنج قد نزلوها يوم فتحه زردنا في مائتي خيمة وراجل كثير ، وقيل إنهم كانوا يزيدون على أربعمائة فارس سوى الرجالة ، وذلك في رابع جمادى الأولى ، والتقوا فحمل صاحب زردنا وأكثر خيل الفرنج على عسكر دمشق وحمص وبعض التركمان فكشفوهم وانهزموا بين أيديهم وسار ليتدارك أمر زردنا ويكبس الأثقال والخيام ، فعرف أخذها وتسيير الأثقال إلى قنسرين ، فسار وحمل بقية المسلمين على بغدوين ومن كان معه فقتلوهم وردوهم على أعقابهم ، فحينئذ حمل إيلغازي وطغتكين وطغان أرسلان فيمن بقي من الخواص على الفرنج فكسروهم وقتلوا أكثر الرجالة وبعض الخيالة وتبعوهم إلى أن دخلوا إلى حصن هاب وغنموا أكثر ما كان معهم ، وعاد نجم الدين وطغتكين وطغان أرسلان إلى دانيث فوجدوا صاحب زردنا والفرنج قد عادوا بعد أن هزموا من كان بين أيديهم من المسلمين ومعرفة أخذ المسلمين زردنا ، فلقوهم وقتلوا منهم جماعة كثيرة وانهزم الباقون إلى هاب وعاد الترك بالظفر والغنيمة. وحين بلغ من بقنسرين مع الأثقال هزيمة من كان في مقابلة صاحب زردنا رحلوا إلى حلب وانزعج أهل حلب غاية الانزعاج فوصلهم البشير بعد ساعتين بما بدل غمهم سرورا وهمهم حبورا ، وكان البشير من الفرنج قد مضى إلى بلادهم وأخبر بكسر صاحب زردنا للمسلمين ، فزينوا بلادهم وأظهروا