(٨) الكلام على الدر المنتخب لابن خطيب الناصرية
قال في در الحبب : ثم ذيل عليه ( أي على بغية الطلب ) العلامة الأوحد الحافظ قاضي القضاة علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن سعد الطائي الجبريني ثم الحلبي الشافعي المشهور بابن خطيب الناصرية فوضع تاريخه المسمى بالدر المنتخب في تاريخ حلب ، وكانت وفاته بحلب سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة ، ولم يخلف بعده بها مثله من الشافعية كما ذكره الحافظ السخاوي في تاريخه الموسوم بالضوء اللامع في أعيان القرن التاسع ، وقد ضمن تاريخه هذا تراجم أعيانها ورتبهم على حروف المعجم لتسهيل بيانهم وبيانها ، ولما وصل إلى حلب حافظ العصر الشهاب ابن حجر العسقلاني المصري القاهري الشافعي سنة ست وثلاثين وثمانماية طالع هذا التاريخ من المبيضة ثم من المسودة وألحق فيه أشياء كثيرة ، كما تعرض لهذا في ديباجة تاريخه المشهور بأنباء الغمر وأثنى على صاحبه وأفاد أن كلا منهما سمع من صاحبه اه.
أقول : وهو في مجلدين يوجد نسخة منه في برلين ورقمها (٩٧٩١) وفي مدينة كوتاه ( غوطا ) ورقمها (٩٧٧٢) وفي لوندرة ورقمها (٤٣٦) ويوجد الجزء الثالث في مكتبة الأمة في باريس ورقمه (٢١٣٩) ابتدىء فيه بترجمة عبد الكريم بن أحمد المصري الأصل واختتم بترجمة محمد بن تمام بن يحيى الحميري وهو في ١٥٠ ورقة ، ويغلب على الظن أنه بخط المؤلف.
وفي سنة ١٣٣٩ ه ١٩٢١ م حضر إلى الشهباء ( لويس ماسينيون ) المستشرق الإفرنسي وأتيح لنا الاجتماع به وتذاكرنا معه في عدة مسائل تتعلق بالآثار الشرقية فانساق معنا الحديث ( والحديث شجون ) إلى ذكر تواريخ حلب وما هو موجود منها في مكتبات باريس ، وذكرنا له هذا الجزء وأعربنا له عن رغبتنا في الاستحصال عليه ، فلما عاد إلى باريس تفضل بأخذه بالمصور الشمسي ( الفوتوغراف ) وأرسله إلينا.
فنحن نصوغ له عقود الثناء ونشكره على صنعه الجميل مزيد الشكر ، وسنقتطف ما في هذا الجزء من التراجم التي ليست عندنا ونثبتها في مكانها على شرطنا المتقدم.