وما في سلك الدرر في أعيان القرن الحادي عشر للسيد خليل المرادي الدمشقي من تراجم الحلبيين هو مأخوذ عن هذا التاريخ ، تبين لي ذلك من مقابلة ما فيه على ما في سلك الدرر إلا في محلات قلائل فيها بعض زيادات التقطها المؤلف من غيره.
ويغلب على الظن أن هذه النسخة بعينها وقعت للسيد خليل أفندي المرادي وعنها أخذ ما في تاريخه من أعيان الحلبيين في هذا القرن. وتبين لي لدى التتبع أن السيد المرادي قد أهمل عدة تراجم من هذا التاريخ وأهمل ترجمة المؤلف على ما فيها من الأهمية. وسنأتي إن شاء الله تعالى على جميع ما فيه من تراجم الحلبيين ونضيف إليه ما في سلك الدرر من الزيادات في بعض الأماكن وبالله التوفيق.
(١٩) الكلام على نهر الذهب في تاريخ حلب
( لصديقنا الأديب الفاضل الشيخ كامل أفندي ابن الشيخ حسين الغزي الحلبي )
هو في أربع مجلدات في فتوحها وآثارها وخططها وأعمالها وتراجم أعيانها وحوادثها جمعه من الدر المنتخب لابن خطيب الناصرية ومن الجزء الأول من كنوز الذهب لموفق الدين أبي ذر ومن در الحبب لرضي الدين الحنبلي ومن القطعة التي وقعت له من معادن الذهب لأبي الوفا العرضي ومن التاريخ المنسوب لابن الشحنة ومن تاريخ ابن الملا ومن مسودة بخط أبي المواهب أفندي ميرو المتوفي سنة ١١٨٤ ذكر فيها تراجم أهل عصره ومن خلاصة الأثر للمحبي ومن سلك الدرر للمرادي ومن غير ذلك مما شاهده أو تلقاه من الأفواه إلى وقتنا هذا.
تصفحت منه ثلاث مجلدات في زيارة لمؤلفه في منزله ونقلت منه بعد استئذانه ترجمة ابن أبي طي يحيى بن حميدة الحلبي المؤرخ المتوفى سنة ٦٣٠ وترجمة ابن عشائر الحلبي المؤرخ المتوفى سنة ٧٨٩ ، وقد عزوتهما إلى تاريخه هذا.
والذي دعا لنقل هاتين الترجمتين من تاريخه أني ألزمت نفسي أن أذكر في تاريخي تراجم جميع المؤرخين من علماء الشهباء ، وقد ظفرت بها إلا بهاتين الترجمتين فإني لم أظفر بهما بعد بحث طويل ، فسألته عنهما فأجاب بوجودهما عنده وأذن بنقلهما ، فتم لي بذلك