وقال هو وصاحب المعجم : لما ملك بلقورس الأثوري الموصل وقصبتها يومئذ نينوى كان المتولي على خطة قنسرين حلب بن المهر ( بفتح الميم ) أحد بني الخاب * بن مكنّف من العمالقة فاختط مدينة حلب وسميت به ، وكان ذلك على مضي ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعين سنة لآدم ، وكانت مدة بلقورس هذا ثلاثين عاما. وكان بناها بعد ورود إبراهيم عليهالسلام إلى الديار الشامية بخمسمائة وتسع وأربعين سنة لأن إبراهيم ابتلي بما ابتلي به من نمرود زمانه واسمه راميس وهو الرابع من ملوك أثورا ، وكانت مدة ملكه تسعة وثلاثين سنة ومدة ما بينه وبين آدم ثلاثة آلاف وأربعمائة وثلاث عشرة سنة. وفي السنة الرابعة والعشرين من ملكه ابتلي إبراهيم عليهالسلام بنار نمرود فهرب منه مع عشيرته إلى ناحية حران ثم انتقل إلى جبل البيت المقدس ، وكانت عمارتها بعد خروج موسى من مصر وبني إسرائيل إلى التيه وغرق فرعون بمائة وعشرة أعوام.
وكان أكبر الأسباب في عمارتها ما حل بالعماليق في البلاد الشامية من خلفاء موسى عليهالسلام ، وذلك أن يوشع بن نون لما خلفه موسى قاتل أريحا والغور وافتتحها وسبى وقتل وأحرق وضرب ثم افتتح بعد ذلك بلدة عمان ، وارتفع العماليق من تلك الديار إلى أرض سوريا وهي قنسرين وبنوا حلب وجعلوها حصنا لأنفسهم وأموالهم ولم يزالوا متحصنين بعواصمها إلى أن بعث الله داود عليهالسلام فانتزعها منهم.
أقول : إن بين آدم والهجرة كما في أبي الفدا ٦٢١٦ ، فإذا أسقطنا منها المدة التي بين بلوكوش وآدم وهي ٣٩٩٠ سنة يبقى ٢٢٢٦ سنة ، فإذا اعتبرنا أنه عمرها بعد مضي ١٥ سنة من ملكه وأضفنا إلى ذلك من الهجرة إلى الآن مع المسامحة بالفرق بين السنين الشمسية والسنين القمرية وهو ١٣٤٢ يكون المجموع ٣٦٨٣ سنة هي المدة التي مضت على بناء حلب للمرة الأولى إلى الآن.
صورة أخرى أن بين مولد إبراهيم وآدم كما في أبي الفدا ٣٣٢٣ ومن مولده إلى هجرته إلى الشام وولادة إسماعيل له ٨٥ تقريبا وبناء حلب بعد ذلك كما تقدم ب ٥٤٩ يكون المجموع ٣٩٥٧ ، فإذا أسقطنا ذلك من ٦٢١٦ يبقى ٢٢٥٧ ، وإذا أضفنا إلى ذلك من
__________________
( * ) في معجم البلدان : الجان.