وعلى كلّ حالٍ ، فما ذكره الاصوليون في معنى هذه الروايات الكثيرة الثابتة لا ينطبق إلاّ على بعضها بنحو الموجبة الجزئيّة.
والحق ـ بناءً على المختار في حقيقة الوضع من أنه العلامتيّة ـ هو جواز استعمال اللّفظ في أكثر من معنى ، إذ لا مانع من أن يكون اللّفظ الواحد علامةً لمعاني عديدة ، واسماً لعدّة امور.
أقول : لكن المشكلة هي أنه إذا كان اللّفظ علامةً لعدّةٍ من المعاني في عرضٍ واحدٍ ، فكيف لم يعلم أهل اللسان إلاّ بواحدٍ منها وهو المعنى الظاهر فيه اللَّفظ ، والمعاني الاخرى التي هي البواطن لا يعلم بها إلاّ الراسخون في العلم وهو معدودون؟ ومن الواضع للّفظ على تلك المعاني الباطنة التي استعمل فيها؟
وهذا تمام الكلام في استعمال اللّفظ في أكثر من معنى.