المبرزيّة لا الملازمة بين اللّفظ والمعنى. إذن : فالاعتبار متعلِّق بجعل اللّفظ مبرزاً للمعنى لا بالملازمة ، ثم قال : والقائل بالتعهّد إنْ كان مراده هذا فنعم الوفاق (١).
لكنّه أورد عليه في كلتا الدورتين في قوله بأنّ هذا الاختصاص بعد تحقّقه بالاعتبار يصبح مستغنياً عن الاعتبار وتكون له واقعيّة وخارجيّة. بعدم معقوليّة حصول الخارجيّة للشيء المعتبر بعد اعتباره ، بحيث لا يزول بزوال الاعتبار أو باعتبار العدم ، لأنّه يعني الانقلاب ، وهو محال.
أقول :
وقد دافع السيد الاستاذ في (المنتقى) (٢) عن نظريّة المحقق العراقي ، في قبال ما جاء في (المحاضرات) ، وقد اشتمل كلامه على الالتزام بالأمرين ، أعني :
أوّلاً : إن المجعول في نظر المحقق العراقي هو «الملازمة».
وثانياً : إن ما يتعلق به الاعتبار يتحقق له واقع ويتقرّر له ثبوت واقعي كسائر الامور الواقعيّة.
وقال في آخر كلامه : إن هذه الدعوى لا محذور فيها ثبوتاً ولا إثباتاً.
أقول :
لكنّي أجد اضطراباً في كلامه فيما يرتبط بالأمر الثاني ـ ولا بدّ وأنه من المقرر رحمهالله ـ وذلك لأنّه في أوّل البحث يقول ما لفظه : «إن الإنصاف يقضي بأن نظر المحقق العراقي يمكن أن يكون إلى جهةٍ اخرى ، وهي أن
__________________
(١) مقالات الاصول ١ / ٤٧.
(٢) منتقى الاصول ١ / ٤٧.