أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب.
قالا : أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (١) ، نا يعقوب ـ يعني : ابن إبراهيم بن سعد ـ نا أبي ، عن محمّد بن إسحاق ، حدّثني أبان بن صالح ، عن شهر بن حوشب الأشعري عن رابّه (٢) ـ رجل من قومه كان خلف على أمه بعد أبيه كان شهد طاعون عمواس ـ قال :
لما اشتعل الوجع قام أبو عبيدة بن الجرّاح في الناس خطيبا فقال : أيها الناس ، إن هذا الوجع رحمة ربكم ، ودعوة نبيّكم ، وموت للصالحين قبلكم ، وإنّ أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم له منه حظه ، قال : فطعن ، فمات ، واستخلف على الناس معاذ بن جبل ، فقام خطيبا بعده فقال : أيها الناس إنّ هذا الوجع رحمة ربكم ، ودعوة نبيّكم وموت الصالحين قبلكم ، إن معاذا يسأل الله أن يقسم لآل معاذ [منه](٣) حظه ، قال : فطعن ابنه عبد الرّحمن ، فمات ، ثم قام فدعا ربه لنفسه ، فطعن في راحته ، فلقد رأيته ينظر إليه ثم يقبل ظهر كفه ، ثم يقول : ما أحبّ أنّ لي ما فيك شيئا من الدنيا ، فلمّا مات استخلف على الناس عمرو بن العاص ، فقام فينا خطيبا ، فقال : أيها الناس إنّ هذا الوجع إذا وقع ، فإنما اشتعل اشتعال النار فتجبّلوا منه في الجبال قال : فقال له أبو واثلة الهذلي : كذبت والله ، لقد صحبت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأنت شرّ من حماري هذا ، قال : والله ما أردّ عليك ما تقول ، وأيم الله لا نقيم عليه ، ثم خرج وخرج الناس وتفرقوا عنه ، ورفعه (٤) الله عزوجل عنهم ، قال : فبلغ ذلك عمر بن الخطاب من رأي عمرو ، فو الله ما كرهه.
قال أبو عبد الرّحمن : أبان بن صالح بن عمير (٥) جدّ أبي عبد الرّحمن مشكدانة (٦).
٩٠٧٤ ـ رجل سمع بلال بن رباح المؤذن بدمشق
له ذكر.
__________________
(١) رواه أحمد بن حنبل في المسند ١ / ٤١٦ رقم ١٦٩٧ طبعة دار الفكر.
(٢) الراب زوج أم اليتيم ، اسم فاعل من ربّه يربّه ، أي تكفل بأمره (تاج العروس ، ربب) طبعة دار الفكر.
(٣) زيادة عن المسند.
(٤) في المسند : دفعه.
(٥) راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١ / ٣٠٠.
(٦) اسمه عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان ، أبو عبد الرحمن القرشي الأموي ترجمته في سير الأعلام ١١ / ١٥٥.