المحبّر (١) ، نا شبيب بن شيبة ، قال : تكلّم رجل من الحكماء عند عبد الملك بن مروان فوصف المنفى. فقال رجل : أبرّ الله على خلقه ، وأبرّ الآخرة على الدنيا ، فلم نكرته المطالب ولم تغبه المطامع ، نظر ببصر قلبه إلى معالي إرادته ، فبينما نحوها ملتمسا فدهره محزون ببيت إذا نام الناس ذا شجون ، وتصبح مغموما في الدنيا ، مشجون انقطعت من همّته الراحة دون منقبة ، فشفاؤه القرآن ودواؤه الكلمة من الحكمة والموعظة الحسنة ، لا يرى منها الدنيا عوضا ، ولا تستريح إلى لذّة سواها ، فقال عبد الملك : أشهد بأن هذا رخاء بالا منا وأنعم عيشا.
٩١٤٢ ـ رجل من بني حنيفة
وفد على عبد الملك بن مروان ، تقدم ذكره في ترجمة معاوية.
٩١٤٣ ـ رجل حكى عن رجل من بني حنيفة
شهد قتل مسيلمة ، وحكاه لعبد الملك ، حكى عنه خالد بن دهقان ، تقدم ذكره في ترجمة معاوية بن أبي سفيان.
٩١٤٤ ـ رجل فصيح دخل على عبد الملك بن مروان
أخبرنا أبو الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغساني ، أنبأ علي بن طاهر بن جعفر ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن الطرائفي ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد الحافظ ، أنبأ إبراهيم ابن محمّد بن صالح بن سنان ، حدّثني أبو بكر بن مطر ، نا محمّد بن يوسف بن بشر القرشي ، حدّثني الوليد بن محمّد الموقري ، قال : سمعت محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري قال :
كنت عند عبد الملك بن مروان فدخل عليه رجل حسن الفصاحة فقال له عبد الملك : كم عطاؤك؟ قال : مائتي درهم ، قال : في كم ديوانك؟ قال : عشرون دينارا ، قال : أما علمت أنّي قد أمرت أن لا يتكلم أحد [إلّا](٢) بإعراب قال : ما علمت ذلك يا أمير المؤمنين قال : فمن العرب أنت أم من الموالي؟ قال : يا أمير المؤمنين إن تكن العربية آباء فلست منها ، وإن تكن لسانا فإني منها ، قال : صدقت ، قال الله عزوجل (بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)(٣) قال : وقام
__________________
(١) هو داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان ، أبو سليمان البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٤٢.
(٢) زيادة لازمة للإيضاح عن المختصر.
(٣) سورة الشعراء ، الآية : ١٩٥.