الأنصاري ، أنا محمّد بن أحمد فيما كتب إليّ ، أخبرني جدي عبد الله بن محمّد الباجي ، أنا عبد الله بن يونس ، أنا بقي بن مخلد ، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدّثني سهل بن محمود ، حدّثني يحيى بن أبي غنية قال :
سمعت رجلا يذكر في المسجد قال : كان أبي في حرس عمر بن عبد العزيز قال : فبينما عمر يسير على بغلته بخناصرة (١) إذ جاء رجل متزر ببرد قطري ، متعصب بآخر حتى أخذ بلجام بغلته ما ينهنهه أحد فقال :
تدعون حران مظلوما ليأتيكم |
|
فقد أتاكم لعند الدار مظلوم |
فقال : ممن أنت؟ قال : من أهل حضر موت ، قال : ما ظلامتك؟ قال : أرضي ، وأرض آبائي أخذها الوليد وسليمان (٢) ، فأكلاها ، فنزل عمر عن دابته يتكئ حتى جلس بالأرض. فقال : من يعلم ذلك؟ قال : أهل البلد قاطبة ، قال : يكفيني من ذلك شاهدا عدل. اكتبوا له إلى بلاده ، إن أقام شاهدي عدل اكتبوا على أرضه وأرض آبائه وأجداده ، فادفعوها إليه ، فحسب الوليد وسليمان ما أكلا من غلتها. فلما ولّى الرجل قال : هلمّ هل هلكت لك من راحلة ، أو أخلق لك من (٣) ثوب ، أو نفذ لك من زاد ، أو تخرّق لك من حذاء؟ فحسب ذلك فبلغ اثنين وثلاثين دينارا ، أو ثلاثة وثلاثين دينارا فأتى بها من بيت المال ، فكأني أنظر إليها تعدّ في يده.
٩١٧٣ ـ رجل ممن كان في جيش مسلمة بن عبد الملك في غزوة القسطنطينية
وفد على عمر بن عبد العزيز ، وحكى عنه.
حكى عنه الأوزاعي.
أنبأنا أبو عبد الله بن أبي العلاء ، نا أبو بكر الخطيب ، نا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ، أنبأ محمّد بن أحمد بن النصر ، نا معاوية بن عمرو ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن الأوزاعي ، حدّثني رجل قال : فقلت على عمر بن عبد العزيز من القسطنطينة ، فقلت : يا أمير المؤمنين إنّ بلائي كذا ، ومن أمري كذا وكذا ، فالتفت إلى بعض جلسائه ، فقال : أما يريد هؤلاء أن يستبقوا لآخرتهم شيئا؟
__________________
(١) خناصرة : بليدة من أعمال حلب تحاذي قنسرين نحو البادية (راجع معجم البلدان).
(٢) بالأصل : «الوليد بن سليمان» خطأ ، والتصويب : «الوليد وسليمان» عن مختصر ابن منظور.
(٣) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.