أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد النجار ، ثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ابن نصر ، أنا عبد الله بن الوليد الأنصاري ، أنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد ، فيما كتب إلي أخبرني جدي عبد الله بن محمّد بن علي اللخمي الباجي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن يونس ، أنا بقي بن مخلد ، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، نا منصور بن بشير ، نا شعيب ، يعني ابن صفوان قال : ذكر الفرات يعني ابن السائب :
أن رسولا لبعض الولاة دخل على عمر بن عبد العزيز ومعه حرسي فجعل الرسول إذا كلم عمر وكلمه زجره الحرسي وانتهره حتى فرغ من قراءة كتابه فقال : كن قريبا ، ثم دخل رسول آخر ومعه ذلك الحرسي ، فكلم عمر لا يندهه (١) ولا يمنعه حتى فرغ من قراءة كتابه ، فقال : كن قريبا (٢) ، ثم أرسل عمر إلى الرسول الأول فقال له : أرأيت الحرسي الذي كان دخل معك ، هل تعرفه؟ قال : لا ، قال : إنّ الله قد أفطنني لمنعه إياك من الكلام ، فنفعك ذلك ولم يضرك ، فارفع إليّ حاجتك ، فلم يسأله شيئا إلا أعطاه إياه ، ثم أرسل إلى الرسول الثاني ، فقال : هل بينك وبين الحرسي الذي دخل معك معرفة؟ قال : نعم هو صديقي وجاري ، قال : أما أنه قد حاباك ، وجهد أن ينفعك فألقي في روعي لا تصيب مني شيئا ، فلو لا أن يكون مني مراغمة في منع رزق ، لم تصب مني شيئا ، وسآمر لك بمعروف ، ثم أرسل إلى الحرسي فقال : ويلك ، وليت أمر رجلين بين يدي فلم تعدل بينهما ، فكيف الأمر على ما ابتليت به؟ فاختر مني أحد أمرين : إمّا أن تأذن لي فألقبك لقبا ، وإما أن أمحوك من الحرس ، قال : بل تعفيني قال : لا ، قال : فإني أختار أن تلقبني ، فسمّاه الجائف (٣) ، فكان إذا رآه يقول : ادعوا ليّ الجائف ، فيقول : يا أمير المؤمنين فيقول ما سببت ، هو شرطي عليك ، فلم يزل كذلك حتى مات.
٩١٧٢ ـ رجل من حرس عمر بن عبد العزيز
حكى عن عمر.
حكى عنه ابن له.
قرأت على أبي الفتح الفقيه ، عن أبي الفتح الفقيه ، أنا أبو محمّد عبد الله بن الوليد
__________________
(١) أي لا يزجره.
(٢) بالأصل : لي قرينا.
(٣) كذا بالأصل : «الجائف» في كل المواضع ، وفي المختصر : الجانف.