رجلا شهد الجمعة بالأمس عند معاوية بالجابية ، فعرفهما الرجل ولم يعرفاه ، فأخبرهما خبر الناس ، ثم إن الرجل قال : وخبر آخر كرهت أن أخبركما أراكما تكرهانه ، فقال أبو الدّرداء : أفلعل أبا ذر توفي (١)؟ قال : نعم ، والله ، فاسترجع أبو الدّرداء وصاحبه قريبا (٢) من عشر مرّات ، ثم قال أبو الدّرداء : ارتقبهم واصطبر ، كما قيل لأصحاب الناقة ، اللهمّ إن كذّبوا أبا ذر ، فإني لا أكذّبه ، وإن اتهموه فإنّي لا أتهمه ، اللهمّ وإن استغشّوه فإنّي لا أستغشه ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا ، ويسرّ إليه حين لا يسر إلى أحد ، أما والذي نفس أبي الدّرداء بيده لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته بعد الذي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما أظلت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء (٣) من ذي لهجة أصدق من أبي ذر» [١٣٦٦٦].
٩٠٨٣ ـ رجل جرت بينه وبين أبي الدّرداء محاورة بدمشق في الغرس
حكى عنه القاسم بن عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أبو بكر القطعي ، أنا أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٤) ، ثنا علي بن بحر ، نا بقية ، نا ثابت بن عجلان ، حدّثني القاسم مولى بني يزيد ، عن أبي الدرداء : أن رجلا مرّ به وهو يغرس غرسا بدمشق ، فقال له : أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟! قال : لا تعجل عليّ ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من غرس غرسا لم يأكل منه آدمي ، ولا خلق من خلق الله إلّا كان له صدقة» [١٣٦٦٧].
٩٠٨٤ ـ مولى لأبي الدّرداء
سمع أبا الدّرداء ، وحبيب بن مسلمة.
روى عنه شهر بن حوشب.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون الروياني ، ثنا محمّد بن مهدي العطار ، ثنا عمرو بن أبي سلمة ، ثنا صدقة بن عبد الله ، عن إبراهيم بن أبي بكرة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن شهر بن
__________________
(١) في المسند : نفي.
(٢) بالأصل : قريب ، والمثبت عن المسند.
(٣) بالأصل : العثراء ، والمثبت عن المسند.
(٤) رواه أحمد بن حنبل في المسند ١٠ / ٤٢١ رقم ٢٧٥٧٦ طبعة دار الفكر.