فقال له أبو جعفر : أما تعرفني؟ قال : ما أنكرك من سوء ، من أنت؟ قال : أنا أمير المؤمنين المنصور ، فأخذ الضرير أفكل ـ يعني رعدة ـ وقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ القلوب جبلت على حبّ من أحسن إليها ، وبغض من أساء إليها ، قال : صدقت ، خلوا عنه ، ثم تتبعته نفسه بعد فطلبه ، فكأنّ البيداء بادت به.
قال أبو بكر : البيت الذي أوله : «لا يعابون» والبيت الذي أوله : «خطباء المنابر» لم أكتبهما عن أبي الحسن (١) بن البراء ، سمعناهما بغير هذا الإسناد ، رواها الصولي عن إسماعيل المادراني عن عبيد الله بن أحمد الرصافي قال : سمعت أبي يقول سمّي عندي أبو الفضل العباس بن وضاح فحدّثني عن أبيه : أن أبا جعفر المنصور قال : صحبت رجلا ضريرا إلى الشام ، فذكرها.
٩٢٢٠ ـ رجل من ولد أبي سفيان
دخل على عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ، قراءة عليه ، أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي بن عبد الله بن محمّد الورّاق ، قال : قرئ على أبي الحسن محمّد بن عمر بن بهتة البزاز قيل له : سمعت أبا بكر محمّد بن القاسم ابن الأنباري يقول : حدّثني أبي ، حدّثني أحمد بن عبيد ، أنا المدائني قال :
كان في ولد أبي سفيان رجل به وضح (٢) ومرض ؛ ذكر لعبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس أنه قال : أنا السفياني الذي يذهب ملك بني العباس على يده ، فطلبه عبد الله فتوارى ، فأمر عبد الله بإخراج نساء أبي سفيان والتماسه منهن. فلما هتك الحرم وافى باب عبد الله بن علي على بغل ومعه ابناه على فرسين م؟؟؟ ا؟؟؟ ن حد؟؟؟ (٣) فقال للحاجب : عبد الله هذا جالس؟ ولم يقل الأمير. قال : لا ، قال : أفتأذن في الجلوس إليك؟ قال : نعم ، فنزل ونزل ولداه ، فجلسوا مع الحاجب ، فنظر للحاجب فإذا أحسن خلق الله حديثا ، وأحلاهم كلاما ، فغلب على قلبه ، ثم عرف الحاجب جلوس عبد الله. قال : فدخل إليه ، وقال : أنا أذكرك له فقد أحببتك وملت إليك ثم خرج إليه ، فقال له : يقول : ما اسمك؟ فقال : قل له رجل يأتيك بما
__________________
(١) غير مقروءة بالأصل ، وقد تقدم في أول السند السابق.
(٢) الوضح : البرص.
(٣) كذا بالأصل بدون إعجام.