حتى تقتلوا أضعافهم (١) ، فافرجوا لهم ، ثم اتبعوهم في هذه الشجر قال : فلحقت بالجبل ، فإذا بقرية قد انجلى أهلها ، قال : فأتيت بيتا ، فدخلته ، فإذا فيه أثر نار وحطب ، فأوقدت وجلست وبي جهد شديد ، فلم ألبث حتى سمعت صهيل الخيل ، فإذا بخيل الترك ، قال : فدخلت وأطفأت النار ثم جلست ، فأقبل رجل منهم ، فلم يزل يتبع النار حتى وجدها ، وكان حسب أن في البيت أقواما ، فجعل يأخذ في زاوية وآخذ في أخرى ، ثم سلّ سيفه فقلت : لئن (٢) خرجت لأقطّعنّ وما من شيء أمثل من أن استأسر له قال : فجئته فأخذ بناصيتي ، قال : ثم أجلسني عند النار ، قال : وأشار إليّ أن أوقد ، فأوقدت ، فنظر فيّ فعرفت الرقة قال : وبي جهد شديد ، فأتاني بكسر فأكلت ، ثم ضربوا طبولهم ، فأسرج ثم ركب ثم أشار إليّ فارتدفت خلفه ، ثم تركهم حتى ساروا ، ثم سار بي قدر أربعة أميال ، ثم وقف وأشار إليّ ، فنزلت ، ثم أشار : اذهب كيف شئت.
قال : فبينا نحن عند الحرسي وهو يقتل الأسارى إذ نظرت إليه فعرفته ، فقمت إليه ، فقلت : أتعرفني؟ فقال : نعم ، فتقدمت إلى الحرسي فقصصت عليه أمري ، ثم دعاه ، فكلّمه الترجمان ، فأخبره بمثل خبري ، فقال : قد حقنا لك دمه ، وإن هذا .... (٣) يبعث إلى أمير المؤمنين ، قال : فبعثني وبعث به فسألني هشام ، فأخبرته ، ثم دعاه فأخبره بمثل خبري ، ففرض (٤) له في قبيلتي فكان في عدادي.
٩٢٣٧ ـ شيخ من موالي بني فزارة ثم لعمر بن هبيرة
حكى عن عمر بن هبيرة.
حكى عنه الوليد بن مسلم.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، وأبو محمّد هبة الله بن أحمد بن محمّد ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين.
قالوا : ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان ، أنا علي بن
__________________
(١) كذا بالأصل : «تقتلوا أضعافهم» وفي المختصر : «حتى يقتلوا أضعافكم» وهو أشبه.
(٢) بالأصل : لأن.
(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٤) تقرأ بالأصل : «ففوض».