تستسقي لنا فاستعفاه فأبى أن يعفيه ، فأتى إداوته ، فأحدث وضوءا ، ثم صلى ركعتين ، ثم استسقى ، وعزم على ربه فقال : ارفعوا أيديكم ، قال : فما فرّق بينهم إلّا المطر حيث يصلي ، حتى جرى الماء من تحته ، فأتاه أهل قريته فاحتملوه. وقال : اللهمّ ، إن معاوية أقامني مقام سمعة ورياء ، فاقبضني إليك ، فقبض قبل الجمعة.
٩١١٨ ـ رجل من ولد خلف الجمحي
كان من أصحاب معاوية.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي ، أنا أبو بكر محمّد بن علي المقرئ ، أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر ، أنا أحمد بن أبي طالب ، حدّثني أبي علي بن محمّد ، حدّثني أبو عمرو السعيدي ، حدّثني جعفر بن أحمد بن معدان ، نا الحسن بن جهور ، نا القاسم بن عمرو مولى أبي أيوب المكي ، عن ابن داب قال :
بلغني أن شابا من قريش من بني جمح ، ..... (١) الجمحي وكان مع معاوية بصفين ، وكان فارس أهلها ، والذي رد الأشتر عن معاوية بعد ما غشيه دخل على معاوية فقال : يا أمير المؤمنين إنا تركنا الحق عيانا ، وعلي بن أبي طالب يدعو إليه في المهاجرين والأنصار ، وبايعناك على ما قد علمت ، ثم طاعنت عنك أشدّ أهل العراق بعد ما غشيك حتى إذا نلت ما رجوت وأمنت ما خفت ، جعلت الدهر أربعة أيام يوما لسعيد بن العاص ، ويوما لمروان بن الحكم ، ويوما لعمرو بن العاص ، ويوما للمغيرة بن شعبة ، وصرنا لا في [عير ولا في](٢) نفير (٣) ، ثم خرج من عنده وهو يقول :
أظن قريشا باعثي الحرب مرة |
|
عليك ابن هند أو تجر الدواهيا |
أيوم لمروان ويوم لصهره |
|
سعيد ويوم للمغير معاويا؟ |
ويوم لعمرو والحوادث جمة |
|
وقد بلغت منا النفوس التراقيا |
أتنسى بلائي يوم صفين والقنا |
|
رواء وكانت قبل ذاك صواديا |
أو الأشتر النخعي في مرجحنة |
|
يمانية يدعو ربيسا يمانيا |
__________________
(١) كلمة غير واضحة بالأصل.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لاقتضاء السياق عن مختصر ابن منظور.
(٣) قوله : فلان لا في العير ولا في النفير ، مثل لقريش من بين العرب ، يضرب لمن لا يستصلح لمهمّ (تاج العروس : نفر).