نفسي ، فقلت : والله ما معه راحلة ولا دابة ولا قرية. قال : فكأنّي أست فقصدت نحوه ، فلمّا صرت بين كتفيه ركع ثم سجد ، ثم التفت إليّ وأنا قائم فقال : لعل هذا الطاغي أخافك؟! قلت : أجل رحمك الله ، قال : فما يمنعك من السبع؟ قلت : يرحمك الله وما السبع؟ قال : قل : سبحان الله الواحد الذي ليس غيره إله ، سبحان القديم الذي لا بادي له ، سبحان الدائم الذي لا نفاد له (١) ، سبحان الذي كلّ يوم هو في شأن ، سبحان الذي يحيي ويميت ، سبحان الدائم الذي خلق ما يرى وما لا يرى ، سبحان الذي علم كلّ شيء بغير علم ، قال : قلها ، فقلتها ، وحفظتها ، فألقى الله في قلبي الأمن ، ورجعت راجعا من الطريق الذي جئت منه ، فلم أر الرجل ، وقصدت قاصدا أريد أهلي. فقلت : لآتين باب سليمان بن عبد الملك ، فأتيت بابه فإذا هو يوم إذنه وهو يأذن للناس ، فدخلت وإنّه لعلى فرشه ، فما غدا أن رآني فاستوى على فرشه ثم أومأ (٢) إليّ فما زال يدنيني حتى قعدت معه على الفراش ، ثم قال : سحرتني؟ وساحر أيضا مع ما بلغني عنك؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ما أنا بساحر ولا أعرف السحر ، ولا سحرتك ، قال : فكيف؟ فما ظننت أنه يتم ملكي إلّا بقتلك ، فلما رأيتك لم أستقر حتى دعوتك ، فأقعدتك على فرشي ـ وهو يضرب بيده على فخذه ـ ثم قال : أصدقني أمرك ، فأخبره بقصته وخوفه وأمره كله وما كان فيه. قال : يقول له سليمان : الخضر والله الذي لا إله إلّا هو علمكها ، اكتبوا له أمانه ، وأحسنوا له جائزته ، واحملوه إلى أهله.
٩١٦٣ ـ رجل حدّث عن عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي
روى عنه أبو عبيد حاجب سليمان.
وفد على عمر بن العزيز.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أبو بكر القطيعي ، أنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٣) ، نا محمّد بن بكر ، أنا عبد الحميد ، يعني ابن جعفر ، حدّثني الأسود بن العلاء ، عن حوي مولى سليمان بن عبد الملك عن رجل أرسل إليه عمر بن عبد العزيز وهو أمير المؤمنين قال : كيف الحديث الذي حدّثتني عن الصنابحي؟ فقال : أخبرني الصنابحي أنه لقي عمرو بن عبسة فقال : هل من حديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا زيادة فيه ولا
__________________
(١) بالأصل : «يعادله» والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٢) بالأصل : أومى.
(٣) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٦ / ٥٧ رقم ١٧٠٢١ طبعة دار الفكر.