الباقي بن محمّد بن غالب ، قالا : أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى ، نا أبو يعلى المنقري ، نا العتبي قال :
دخل أعرابي على سليمان بن عبد الملك ، فقال له : يا أمير المؤمنين إنّي مكلّمك بكلام فاحتمله إن كرهته ، فإن من ورائه ما تحبّ ، وإن كرهت أوله ، قال سليمان : إنّا لنجود بسعة الاحتمال عن من لا نرجو نصيحته ، ولا نأمن غشه وأنت الناصح حببا والمأمون غببا فقال : يا أمير المؤمنين أما إذ أمنت بادرة (١) غضبك فسأطلق لساني بما خرست به الألسن عن عظتك تأدية لحقّ الله ، وحقّ رعيتك ، يا أمير المؤمنين إنه قد تكنّفك رجال أساءوا الاختيار لأنفسهم ، فابتاعوا دنياك بدينهم ، ورضاك بسخط ربهم ، خافوك في الله ، ولم يخافوا الله فيك ، فهم حرب للآخرة ، سلم للدنيا ، فلا تأمنهم على ما ائتمنك الله عليه ، فإنهم لن يألوا للأمانة تضييعا وللأمة عسفا ، وأنت مسئول عما اجترحوا ، وليس بمسئولين عما اجترحت فلا تصلح دنياهم بفساد آخرتك ، فإن أعظم الناس غبنا من باع آخرته بدنيا غيره ، فقال له سليمان : يا أعرابي ، أما أنت فقد سللت لسانك فهو أقطع من سيفك ، فقال : أجل يا أمير المؤمنين ؛ لك ، لا عليك.
٩١٦١ ـ رجل من أهل الحجاز
وفد على سليمان بن عبد الملك متظلما من عامله على الحجاز.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ، أنا أبو الفتح نصر بن الحسن (٢) الشاشي (٣) ببغداد ، أنا علي بن المشرف الأنماطي ، بالإسكندرية (٤) ، أنا محمود بن حمود بن عمر بن الدليل ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد الخطيب الواسطي ، أنا أبو حفص عمر بن علي ابن الحسن بن محمّد بن إبراهيم العتكي ، نا منصور بن الحسن الفقيه فيما قرأت عليه : أن محمّد بن زكريا الغلابي حدّثهم ، نا مهدي بن سابق ، عن عطاء ، عن عاصم بن الحدثان.
قال محمّد بن زكريا وحدّثنا أبو علي الحرمازي عن عبيد بن يحيى الهجرتي ، قالا :
ظلم وكلاء رجل من بني أمية له قدر ومنزلة من ملوكهم رجلا من العرب في مال له
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : باردة.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : الحسين.
(٣) إعجامها مضطرب بالأصل ، وتقرأ «السابتني» والصواب ما أثبت راجع ترجمته في سير الأعلام (١٤ / ١٦٢ ت ٤٤٤٩) ط دار الفكر.
(٤) بالأصل : نا اسكندرية.