أن عمر قال لقاض من قضاة الشام : كيف تقضي؟ قال : أقضي بكتاب الله ، قال : فإن جاءك ما ليس في كتاب الله؟ قال : أقضي بما قضى به رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : فإن جاءك ما لم يقض فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : أشاور رجالا وأجتهد رأيا ، قال : فقال عمر : هكذا يكون القضاء ، ثم انطلق الرجل ، فسار ما شاء الله ثم رجع ، فقال له عمر : ما ردّك؟ فقال : يا أمير المؤمنين رؤيا أقطعتني فقال عمر : وما هي؟ فقال : رأيت الشمس والقمر يقتتلان والنجوم والكواكب معهما نصفان. فقال عمر : فمع أيهما كنت؟ فقال : مع القمر ، فقال عمر (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) ثم قال له عمر : انطلق ، فلا تعمل لي عملا أبدا.
قال عطاء بن السائب : فبلغني أن ذلك الرجل قتل مع معاوية بصفين.
لا أعرف وجه هذا الحديث ، فإن أول قاض قضى على دمشق أبو الدرداء ولم يزل عليها إلى خلافة عثمان ، وهو غير خاف على عمر.
وقد روي من وجه آخر عن الحسن البصري : أن رجلا من مراد كان على قضاء حمص ، وذكر نحوه.
وروي عن جعفر بن عيينة السكري ، عن مصبح بن الهليام العجلي ، عن محمّد بن فضيل الضبي ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي البختري أن عمر بن الخطاب استقضى على قضاء حمص حابس بن سعد الطائي حابس فيمن قتل بصفين.
٩٠٦٩ ـ رجل من أهل دمشق
حج مع عمر ، واستفتاه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو محمّد عبد الله بن علي بن أحمد بن عبد الله المقرئ ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، قال : أخبرتنا أم الفتح أمة السّلام بنت أحمد بن كامل القاضي قالت : ثنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن علي البندار المعروف (١) ، نا .... (٢) ، نا محمّد بن يحيى القطعي ، نا عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، نا سعيد ، عن قتادة ، عن أبي المليح :
__________________
(١) كذا بالأصل ، وثمة سقط.
(٢) كلمة غير واضحة بالأصل.