لبعض أهله ، فقيل له : تغنّ ، فقال : هو ابن الزانية إن فعل ، فقالت بعض موالياته : أنت والله كذلك. قال : وكذلك أنا؟ قال : نعم ، قال : أنتن أعرف وأعلم بي ، وكان قد أمسك عن الصوت الذي نهته الجن ، وتقدموا إليه في ذلك مرارا ، فلما أغضبوه موالياته وقلن له ، غنّ بهذه الصوت :
وما أنس م الأشياء لا أنس شادنا |
|
بمكة مكحولا أسيلا مدامعه |
تشرّب لون الرازقي (١) بياضه |
|
أو الزعفران خالط المسك رادعه |
قال : فلويت عنقه ونحن ننظر إليه ، فمات في ذلك المجلس ، فقال كثير بن كثير السهمي يرثي عبيد بن سريج المغني (٢) :
ما اللهو بعد عبيد حين يخبره |
|
من كان يلهو به منه بمطّلب |
لله قبر عبيد ما تضمّن من |
|
لذاذة العيش والإحسان والطرب |
لو لا الغريض ففيه من شمائله |
|
مشابه لم أكن فيه بذي أرب |
٨٩٠٥ ـ أبو يزيد القاضي مولى بني أمية
حدث عن سليمان بن حبيب ، وقيل عن رجل عن سليمان بن حبيب.
روى عنه الوليد بن مسلم.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، وأبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات ، وأبو القاسم تمام بن عبد الله بن المظفر (٣) الظني ، قالوا : أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن طاوس المقرئ ، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان (٤) النجاد ، نا أبو الليث يزيد بن جهور بطرسوس ، نا يعقوب بن كعب ، نا الوليد بن مسلم ، عن أبي يزيد القاضي قال : سمعت سليمان بن حبيب يقول : سمعت أبا أمامة الباهلي يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أهل المدائن الحبساء في سبيل الله فلا تغلوا عليهم الأسعار ، ولا تحتكروا عليهم». خالفه غيره [١٣٦٤٣].
قرأت بخط إبراهيم بن عبد الله بن حصن الأندلسي ، حدّثني عبد الوهاب بن الحسن ،
__________________
(١) الرزاقي : ثياب كتاب بيض ، وقيل : الرزاقي : الكتان نفسه.
(٢) الأبيات في الأغاني ١ / ٣١٩.
(٣) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن مشيخة ابن عساكر ٣٥ / أ.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : سليمان.