عفان فلقيتهم إلّا عبد الرّحمن بن عوف أخبرت أنه بأرض له بالجرف (١) فركبت إليه حتى جئته فإذا هو واضع رداءه يحوّل الماء بمسحاة في يده. فلما رآني استحيا مني ، فألقى المسحاة وأخذ رداءه ، فسلّمت عليه وقلت له : جئتك لأمر وقد رأيت أعجب منه ، هل جاءكم إلّا ما جاءنا؟ وهل علمتم إلّا ما قد عملنا؟ فقال عبد الرّحمن : لم يأتنا إلّا ما قد جاءكم ، ولم نعلم إلّا ما علمتم. قال : قلت : فما لنا نزهد في الدنيا وترغبون ، ونخفّ في الجهاد وتتثاقلون ، وأنتم سلفنا وخيارنا وأصحاب نبينا صلىاللهعليهوسلم. فقال عبد الرّحمن : لم يأتنا إلا ما قد جاءكم ، ولم نعلم إلا ما قد علمتم ، ولكنا بلينا بالضرّاء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نصبر.
٩٠٩٠ ـ رجل حدّث عن عبد الله بن عمر
روى عنه عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي.
أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد ، وأبو الحسن سعد الخير بن محمّد الأنصاري ، قالا : أنا أبو منصور نصر بن عبد الجبار بن عبد الله التميمي القزويني الزاهد ، قدم علينا بغداد حاجا سنة ست وتسعين وأربع مائة ، أنا أبو يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي القزويني ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عمر بن العباس ، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم. أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، أنا ابن وهب ، أخبرني عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم عن رجل من أهل دمشق أن عبد الله بن عمر كان يقول :
إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقول : «من قال هذه الكلمات ودعا بهن فرّج الله همّه ، وأذهب حزنه ، وأطال سروره ، أن يقول : اللهمّ إنّي عبدك ابن عبدك ، ابن أمتك ، وفي قبضتك ، ناصيتي في يدك ، ماض فيّ حكمك ، عدل فيّ قضاؤك ، أسألك بأحبّ أسمائك إليك ، وباسمك الذي سمّيت به نفسك ، وبكلّ اسم أنزلته في كتابك ، أو علّمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن نور صدري ، وربيع قلبي ، وجلاء حزني ، وذهاب همّي» [١٣٦٧٥].
٩٠٩١ ـ شيخ من أهل دمشق
حدث عن أبي أمامة الباهلي.
روى عنه يعلى بن عطاء.
__________________
(١) الجرف : موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام.