لعجبا إنك تذكر من أقطع جدك ومن أقرها في يده فلا تترحّم عليه ، وتذكر من نزعها فتترحم عليه ، فإنا قد أمضينا ما صنع عمر ـ رحم الله عمر ـ قم.
٩٢٠٥ ـ أعرابي وفد على هشام
ابن عبد الملك يتظلّم من بعض عمّاله
ذكر أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ، أنا أبو حاتم يعني السجستاني ، عن أبي عبيدة ، عن يونس قال :
دخل أعرابي على هشام بن عبد الملك فذكر عاملا له فقال : إن فلانا ممن رفعت خسيسته ، وأثبتّ ركنه ، وأعليت ذكره ، وأمرته بنشر محاسنك فطواها (١) ، وإظهار مكارمك فأخفاها ، وعمد إلى أمورك في رعيتك فتعدّاها ، استخفافا بالحرمة ، وقلة شكر النعمة ، قد أخرب البلاد ، وأضاع الأجناد ، وأظهر الفساد ، وأخرج الناس من سعة العدل إلى ضيق الجور ، حتى باعوا الطارف (٢) والتلاد ، وهموا ببيع النسل والأولاد ، فقال هشام : يا أعرابي أحقا ما تقول؟ قال : نعم ، والذي بلغك أعلى مراتب الشرف ، والله لو كان على سويقة من أسواق البحرين ما أجزأها ، مع أنه يخلط ذاك بلؤم الحسب ، وذفر النسب ، وسوء الأدب.
٩٢٠٦ ـ رجل من جلساء هشام بن عبد الملك
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا عبيد الله بن أحمد الصيرفي ، إجازة ، أنا محمّد بن العباس الخزّاز (٣) ، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، أنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب ، حدّثني العتبي قال :
كان عند خالد (٤) بن عبد الله ذات ليلة فقهاء من أهل الكوفة فيهم أبو حمزة الثمالي إذ قال خالد : حدثني حديثا كحديث عشيق ليس فيه فحش ، فقال أبو حمزة الثمالي (٥) : أصلح الله الأمير ، زعموا أنه ذكر عند هشام بن عبد الملك غدر النساء وسرعة تزويجهن ، فقال
__________________
(١) بالأصل : وطواها.
(٢) التلاد : كل مال قديم من حيوان وغيره يورث عن الآباء ، وهو نقيض الطارف. (تاج العروس : تلد).
(٣) بدون إعجام بالأصل.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : «خلف» وهو خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد أبو الهيثم القسري الدمشقي. ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٤٢٥.
(٥) هو ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي الأزدي الكوفي ، مولى المهلب ، ترجمته في تهذيب الكمال ٣ / ٢٣٣.