٩١٨١ ـ شيخ
ذكر أنه رفع إلى عمر بن عبد العزيز وحدّه في الشراب.
حدّث عن محمّد بن عمرو.
أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخياط ، أنا أبو منصور بن عبد العزيز ، أنا أبو محمّد جناح بن نذير بن إسحاق المحاربي ، نا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان (١) ، ثنا محمّد بن أحمد بن ثابت ، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الصّمد ، نا محمّد بن أبي بكر المقدمي ، نا محمّد بن علي الشامي ، نا أبو عمران الجوني قال :
قال عمر بن عبد العزيز : لأجلدنّ في الشراب كما فعل جدّي عمر بن الخطاب ، ثم أمر صاحب عسسه (٢) وضم إليه صاحب خبره وقال لهما : من وجدتماه سكران فأتياني به. قال : فطافا ليلتهما حتى انتهيا إلى بعض الأسواق ، فإذا هما بشيخ حسن الشيبة ، بهي المنظر ، عليه ثياب حسنة ، متلوث في أثوابه سكران وهو يتغنى :
سقوني وقالوا : لا تغنّ ولو سقوا |
|
جبال حنين ما سقوني لغنّت |
فحركاه بأرجلهما وقالا له : يا شيخ ما تستحي لهذه الشيبة الحسنة من مثل هذه الحال؟ فقال : ارفقا بي ، فإنّ لي إخوانا (٣) أحداث الأسنان شربت عندهم ليلتي هذه ، فلمّا عمل الشراب فيّ أخرجوني ، فإن رأيتما أن تعفوا عني فافعلا ، فقال صاحب العسس لصاحب الخبر : أكتم عليّ أمره حتى أطلقه ، قال : قد فعلت ، قال : انصرف يا شيخ ولا تعد. فقال : نعم ، وأنا تائب ، فلمّا كان في الليلة الثانية طافا حتى انتهيا إلى الموضع ، فإذا هما بالشيخ على تلك الحالة في الليلة الأولى ، وهو يتغنى :
إنما هيج البلا |
|
حين غضّ السفر جلا |
فرماني وقال لي |
|
كن بعينيّ مبتلا |
ولقد قام لحظه |
|
لي على القلب بالقلى |
فحركاه بأرجلهما وقالا له : يا شيخ أين التوبة منك؟ فقال : ارفقا بي فاسمعاني ، إنّ
__________________
(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٢٩.
(٢) بالأصل : «عسعسته» والمثبت عن المختصر. والعسس جمع عسّ أو عاسّ. وهو الذي يطوف بالليل لحراسة الناس.
(٣) تقرأ بالأصل : «أخوال» والمثبت عن المختصر.