أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) ، نا أبو بشر يعني بكر بن خلف ، نا سعيد بن عامر ، نا جويرية يعني ابن أسماء ، عن إسماعيل بن أبي حكيم قال :
لما مات سليمان بن عبد الملك صفق أهل الشام قال : فانطلقت أنا ومزاحم إلى نفقة كانت لعمر بن عبد العزيز في رحله فغيبناها ، ثم أقبلت أريد المسجد ، قال : فلقيني رجل فقال : هذا صاحبك يخطب الناس ، فقلت : خليفة؟ قال : خليفة ، فانتهيت إليه وهو على المنبر ، فكان أول ما سمعته يقول : يا أيها الناس ، إنّي والله ما سألتها الله في سرّ ولا علانية قط ، فمن كره منكم فأمره إليه ، قال : فقال رجل من الأنصار : يا أمير المؤمنين ذاك والله أسرع مما نكره أبسط يدك فلنبايعك ، قال : فكان أول من بايعه الأنصاري هذا ، ولا أدري عن إسماعيل هو أو عن غيره. قال : وأظنه عن إسماعيل.
قال : ومشى عمر في جنازة سليمان قال : ودخل قبره ، فلمّا أن فرغ من دفنه قال : وقد جيء بمراكب الخلفاء فلم يركب شيئا منها ، وقال : بغلتي؟ فركض إنسان إلى العسكر وقعد عمر حتى جيء ببغلته قال : وقد ضربت أبنية الخلفاء. قال : فأحسبه أنه لم يستظلّ في شيء منها حتى جيء ببغلته ، فركبها ، ثم رجع.
قال : وقد كان سليمان أمر أهل مملكته أن يقودوا الخيل فيسبق بينهم (٢) ، فقلّ قرية (٣) من المسلمين إلّا كان قد أخذهم ليقودوا إليه (٤) الخيل ، فمات من قبل أن تجري الحلبة.
قال : فلما ولي عمر ، أبى أن يجريها فقيل له : يا أمير المؤمنين تكلف الناس مئونات عظاما ، وقادوها من بلاد بعيدة وفي ذلك غيظ للعدو قال : فلم يزالوا يكلمونه حتى أجرى الحلبة ، وأعطى الذين سبقوا ، ولم يخيّب الذين لم يسبقوا أعطاهم دون ذلك. قال : وقد كان الناس لقوا جهدا شديدا من القسطنطينة من الجوع ، فأقفل الناس وبعث إليهم بالطعام.
٩١٨٨ ـ رجل من أهل البصرة
وفد على عمر بن عبد العزيز.
__________________
(١) الخبر رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٦١.
(٢) كذا بالأصل ، وفي المعرفة والتاريخ : سبق سهم.
(٣) كذا بالأصل : «فقل قرية من المسلمين» وفي المعرفة والتاريخ : فما من قدمة من المسلمين.
(٤) الجملة في المعرفة والتاريخ : ليعودوا إليه بالخيل.