إياه فاتخذ كهيئة الدرق (١) ، وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب وسلاح مذهب ، فجعل الرومي يغري بالمسلمين ، وقعد له المددي خلف صخرة ، فمرّ به الرومي فعرقب فرسه فخرّ وعلاه فقتله فحاز فرسه وسلاحه ، فلما فتح الله على المسلمين بعث خالد بن الوليد فأخذ من السلب قال عوف : فأتيته ، فقلت : يا خالد ، أما علمت أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قضى بالسلب للقاتل؟ قال : بلى ، ولكنّي استكثرته. قال عوف : فقلت لتردّنّه أو لأعرّفنكها عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ فأبى أن يرده عليه. قال عوف : فاجتمعنا فقصصت عليه قصة المددي ، وما فعل خالد فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا خالد ما صنعت؟» قال : يا رسول الله استكثرته فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ردّ عليه ما أخذت» فقلت : دونك يا خالد ، ألم أقل لك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما ذلك؟» فأخبرته ، فغضب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : «يا خالد لا تردّ عليه ، هل أنتم تاركو لي أمرائي ، لكم صفوة أمرهم (٢) وعليهم كدره» [١٣٦٥٣].
قال : ونا أبو خيثمة ، نا الوليد قال : سألت ثورا عن هذا الحديث فحدّثني عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك الأشجعي بنحو منه. أخرجه مسلم في صحيحه (٣) عن أبي (٤) خيثمة.
٩٠٤٦ ـ رجل له صحبة
استشهد يوم مؤتة وآخر من قضاعة كان كافرا ثم أسلم بعد ذلك.
حدّثنا أبو الحسن الفرضي ، لفظا ، وأبو القاسم بن عبدان قراءة ، قالا : أنا أبو القاسم ابن أبي العلاء ، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم ، أنا أحمد بن إبراهيم بن بشران قال محمّد بن عائذ فأخبرني الوليد قال : فحدّثنا أبو عمرو عن حسان بن عطية.
قال الوليد : وحدثني الوليد بن سليمان عن عطية بن قيس الكلابي أنهما حدثاهما :
أن المسلمين لما لقوهم ـ يعني ـ يوم مؤتة ، صافّوهم ومرّ رجل من قضاعة يشتم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فبرز إليه رجل من المسلمين فقال : يا هذا ، أنا فلان ، وأبي فلان وأمي فلانة ، وأنا من بني فلان ، فسبني وسبّ والدي وسب عشيرتي واكفف عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قالا : فكأنما أغراه
__________________
(١) غير واضحة بالأصل ، وقد تقرأ : الدورق ، ولعل الصواب ما أثبت عن المختصر ، والدرق جمع درقة.
(٢) بالأصل : «أمركم» تصحيف ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٣) صحيح مسلم (٣٢) كتاب الجهاد والسير (١٣) باب ، رقم ١٧٥٣ (٣ / ١٣٧٤).
(٤) بالأصل : ابن خيثمة.