بأينا من أضحى لدى الحضر ضارعا |
|
إلى قرد من مقملات الغدائر |
ولو أن قيسا قيس عيلان جمعت |
|
مكائدها لم تدرك رغم واتر |
ألا إنما القيسي عتم لنا هب |
|
إذا جرحت بالريق ذات الحناجر |
فخرج زفر منكسرا ، فكان سبب توبته.
٩١٥٦ ـ رجل من بني عبس
وفد على الوليد بن عبد الملك للخئولة.
ذكر أبو الحسن المدائني قال : أتى الوليد بن عبد الملك رجل من بني عبس ، فسأله عن حاله ، وعن سبب ذهاب عينه ، فقال : ما كان في الأرض عبسيّ أكثر مني مالا وولدا وأهلا ، .... (١) فلم يبق لي مالا ولا أهلا ولا ولدا إلّا ذهب به ، إلّا بيتا لي صغيرا وبعيرا ، فحملت الصبي وقدت (٢) البعير فوضعت الصبي وتبعته ، فنفحني برجله ففقأ عيني ، ورجعت إلى ابني فإذا الذئب بلغ في بطنه ، فقال الوليد : اذهبوا بهذا إلى عروة بن الزبير ليعلم أنّ في الدنيا من هو أعظم مصيبة منه.
أنبأنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ، أنا عاصم بن الحسن.
وقرأنا على أبي الفضل بن القرة ، عن عاصم ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي ابن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا قال :
وقدم على الوليد بن عبد الملك قوم من بني عبس فيهم رجل ضرير ، فسأله عن عينه فقال : بت ليلة في بطن واد ، ولا أعلم في الأرض عبسيا يزيد ماله على مالي ، فطرقنا سيل فذهب ما كان لي من أهل وولد ومال ، غير صبي مولود وبعير ، وكان البعير صعبا فند (٣) البعير فوضعت الصبي واتّبعت البعير ، فلم أجاوزه حتى سمعت صيحة الصبي فرجعت إليه ورأس الذئب في بطنه يأكله ، واستدبرت البعير لأحبسه فنفحني برجله ، فأصاب وجهي فحطمه وذهبت عيني ، فأصبحت لا أهلا ولا مالا ولا ولدا ، فقال الوليد : انطلقوا به إلى عروة فيخبره خبره ، ليعلم أنّ في الناس من هو أعظم منه بلاء.
__________________
(١) تقرأ بالأصل : فأتى ليلا.
(٢) بالأصل : وفد ، ولعل الصواب ما أثبت.
(٣) ند البعير يندّ ندّا ، وهو نادّ ، إذا شرد ونفر وذهب على وجهه شاردا. (تاج العروس : ندد).