ألستم خير من ركب المطايا |
|
وأندى العالمين بطون راح |
قال : وجرير في القوم : فرفع رأسه وتطاول لها قال : فأي بيت قالته العرب أفخر؟ قال : قول جرير (١) :
إذا غضبت عليك بنو تميم |
|
حسبت الناس كلهم غضابا |
قال : فتحرك جرير ثم قال أي بيت أهجا؟ قال : قول جرير (٢) :
فغض الطرف إنّك من نمير |
|
فلا كعبا بلغت ولا كلابا |
قال : فاستشرف لها جرير قال : فأي بيت أغزل؟ قال : قول جرير (٣) :
إن العيون التي في طرفها حور |
|
قتلننا ، ثم لم يحيين قتلانا |
قال : فاهتز جرير وطرب ، ثم قال له : فأي بيت (٤) قالت العرب أحسن تشبيها؟ قال قول جرير (٥) :
سرى نحوهم (٦) ليل كأن نجومهم |
|
قناديل فيهن الذبال المفتّل |
فقال جرير : جائزتي للعذري يا أمير المؤمنين ، فقال له عبد الملك : وله مثلها من بيت المال ، ولك جائزتك (٧) يا جرير لا ننقص منها شيئا. وكانت جائزة جرير أربعة آلاف درهم وتوابعها من الحملان والكسوة ، فخرج العذري وفي يده اليمنى ثمانية آلاف درهم وفي اليسرى رزمة ثياب.
وقد روي نحو هذه القصة عن أعرابي قالها إلى هشام بن عبد الملك. فالله أعلم (٨).
٩١٤١ ـ رجل حكيم تكلم عند عبد الملك
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، قال : قال محمّد بن الحسين ، نا داود بن
__________________
(١) البيت في ديوان جرير ص ٦٢ (ط. بيروت).
(٢) ديوان جرير ص ٦١.
(٣) ديوان جرير ص ٤٥٢.
(٤) بالأصل : شيء ، والمثبت عن الأغاني.
(٥) البيت في ديوان جرير ص ٣٤٣ من قصيدة يهجو الأخطل.
(٦) الديوان : نحوكم.
(٧) بالأصل : حائز.
(٨) من قوله : وقد ... إلى هنا أخرت العبارة وأقحمت في الترجمة التالية ، وجاءت بعد لفظة : طاوس.