شاذان ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ، نا عمر بن شبة (١) ، حدّثني ابن عائشة قال : سمعت أبي يقول :
كانت دار محمّد بن سليمان لرجل من بني مخزوم فوفد إلى هشام فقال : يا أمير المؤمنين إنّ دار عبد الله بن نافع بن الحارث في وجه داري ، فأذن لي أن أقدّم داري حتى تستوي بها ، فقال : وأين دارك؟ قال : في مربد (٢) البصرة ، قال : لا والله ولا شبرا.
٩٢١١ ـ أعرابي
وفد على هشام بن عبد الملك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلص ، أنا عبيد الله السكري ، ثنا زكريا المنقري ، نا الأصمعي ، قال : حدّثنا عن أبي جناب قال :
كنت جالسا عند هشام بن عبد الملك ودخل عليه أعرابي من بني أسد ، فسلّم عليه ثم قال : يا أمير المؤمنين ، أتت علينا سنون ثلاث ذهبت بالأموال ، ونحتت القلوب ، أما الأولى فأذابت الشحم ، وأما الثانية فنحضت (٣) اللحم ، وأما الثالثة فهاضت (٤) العظم ، وفي يديك فضول أموال ، فإن تك لله فبثها في عباد الله ، وإن تك لهم ، ففيم تحبسها عنهم؟ وإن تك لك فتصدّق علينا ، إنّ الله يجزي المتصدقين ، فأمر له بعشرة آلاف درهم ، فقال : والله لا أقبلها ، لبئس وافد القوم إذا أنا إن ذهبت إلى قومي غنيا وهم فقراء ، فكتب هشام إلى خالد بن عبد الله القسري يحمل إلى البادية ما يكتفون به.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ ، أنا الحسن ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن يونس قال : سمعت الأصمعي يقول :
قام أعرابي بين يدي هشام فقال : يا أمير المؤمنين أتت على الناس سنون أما الأولى فلحت اللحم ، وأما الثانية فأكلت الشحم ، وأما الثالثة فهامت العظم ، وعندكم فضول أموال فإن كانت لله فاقسموها بين عباده ، وإن كانت لهم ففيم تحظر عليهم ، وإن كانت لكم
__________________
(١) بالأصل : شيبة ، تصحيف.
(٢) مربد البصرة : هو موضع سوق الإبل ، وهو من أشهر محلات البصرة (معجم البلدان ٥ / ٩٨).
(٣) نخضت اللحم أي أهزلته.
(٤) هاضت العظم أي كسرته.