شاء الله أن يسير ، ثم رجع إلى عمر فقال : ما رجعك؟ قال : [رأيت فيما يرى النائم أن](١) الشمس والقمر يقتتلان ومع كل واحد منهما جنود من الكواكب. فقال : مع أيهما كنت؟ قال : كنت مع القمر ، قال : يقول الله تبارك وتعالى : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً)(٢) لا تلي لي عملا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق ، أنا أبو محمّد ابن يوه ، أنا أبو الحسن اللنباني (٣) ، نا ابن أبي الدنيا ، نا .... (٤) بن يزيد ، نا حماد بن سلمة ، نا عطاء بن السائب ، عن محارب بن دثار :
أن عمر قال لرجل : ممن أنت؟ قال : أنا قاضي دمشق ، قال : كيف تقضي؟ قال : أقضي بكتاب الله ، قال : فإذا جاء ما ليس في كتاب الله؟ قال : أقضي بسنّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : فإذا جاء ما ليس في سنّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : أجتهد رأيي وأؤامر جلسائي ، فقال له عمر : أحسنت ، وقال له إذا جلست فقل : اللهمّ إنّي أسألك أن أقضي بعلم ، وأن أفتي بحكم ، وأسألك العدل في الغضب والرضا ، قال : فسار ما شاء الله أن يسير ثم رجع إلى عمر قال : ما رجعك؟ قال : رأيت فيما يرى النائم أن الشمس والقمر يقتتلان مع كلّ واحد منهما جنود من الكواكب ، قال : مع أيهما كنت؟ قال : مع القمر ، قال عمر : نعوذ بالله (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا) إلى (مُبْصِرَةً) والله لا تلي عملا أبدا.
قال : وزعموا أن ذلك [الرجل](٥) قتل مع معاوية.
أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب ، أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، نا أحمد بن إسحاق بن نيخاب ، نا إبراهيم بن الحسين بن علي ، ثنا يحيى بن سليمان ، حدّثني عبد (٦) بن فضيل ، ثنا عطاء بن السائب ، حدّثني غير واحد :
__________________
(١) الزيادة بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور ، ومكانها بالأصل : كانت.
(٢) سورة الإسراء ، الآية : ١٢.
(٣) تحرفت بالأصل إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.
(٤) بدون إعجام بالأصل ورسمها : «بسام».
(٥) زيادة للإيضاح.
(٦) كذا بالأصل ، ولعله محمد بن فضيل ، راجع ترجمة يحيى بن سليمان في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٧٧ وترجمة عطاء بن السائب في تهذيب الكمال أيضا ١٣ / ٥٤.