وتؤكد أنه وان بدا في غير مصلحة إسرائيل إلا أنها توازن دائما بينه وبين الانقسام المستمر بين الدول العربية لأن هذا الانقسام يجعل تفوق العرب العددي مجرد أرقام لا قيمة لها. وقبل هذا الكاتب أعلن المسئولون في إسرائيل أكثر من مرة أنهم ربحوا حرب ٥ حزيران لمساندة الولايات المتحدة ، واختلاف كلمة العرب ، وأي شيء أحب إلى إسرائيل من أن يحمل العرب السلاح على بعضهم البعض من ان يشهروه في وجهها ، ولذا لعب الاستعمار والصهيونية دورا أساسيا في اذكاء الصراع العربي ، وقد وجد ، وللأسف ، من يستجيب لهما ، بل ويتكلم بلغتهما أيضا .. وعلى أية حال ، فان الثورة تواصل الزحف ولا بد أن تصل وتنتصر على الاستعمار وعملائه آجلا أو عاجلا.
(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَاللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ). بعد أن أمر سبحانه المسلمين بثلاثة ، وهم يخرجون الى الحرب : الثبات والإخلاص والاتفاق نهاهم عن ثلاثة : البطر ، والرياء والصد عن سبيل الله ، ونسب هذه الأوصاف إلى كفار قريش لأنهم خرجوا إلى بدر لحرب النبي (ص) بطرين مرائين صادين المسلمين عن سبيل الله قال المفسرون : قاد أبو جهل قريشا لحرب النبي في بدر ، وفي طريقه أتاه ابن الحقاف الكناني بهدية من أبيه ، وقال لأبي جهل : يقول لك أبي : ان شئت أمدك بالرجال ، وان شئت زحفت معك. فقال أبو جهل : ان كنا نقاتل الله كما يزعم محمد فو الله مالنا بالله من طاقة ، وان كنا نقاتل الناس فو الله ان بنا على الناس لقوة ، ولا نرجع عن قتال محمد ، حتى نرد بدرا فنشرب فيها الخمور ، وتعزف علينا القيان .. وتسمع العرب بذلك.
ويتجلى البطر في أوسع معانيه بقول أبي جهل : وان بنا على الناس لقوة. أما الرياء فيتجسم بقوله : وتسمع الناس ومن أجل هذا نميل الى قول من قال : ان هذه الآية نزلت في أبي جهل ، أما عاقبة هذا البطر والرياء فقتل من قتل ، وفيهم أبو جهل ، وأسر من أسر ، وهزيمة الباقين.
(وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ