رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فإن قالوا : فقد زعمتم أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نصه بعينه ، كذلك قلنا : نحن بأن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بيّن لنا صفته. فوجدنا أبا بكر في تلك الصفة ، فلم عبتم علينا؟!
قلنا لهم : لأنا ادعينا أن الله تبارك وتعالى أنزل الآية والموصوف موجود. وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله أولى بإقامته للناس باسمه وصفته. وقولنا : أولى من قولكم إن الناس كانوا أولى بأن يخرجوا الموصوف. وأنتم إن أبطلتم بألفاظكم هذا ، فقد يدل فعالكم عليه ، حيث زعمتم أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يسمه باسمه ، ولم ينصبه لهم ، إنهم حيث سموه وأقاموه بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أن هذا توفيق من الله بعد النبي صلىاللهعليهوآله ما لم يبيّن لهم في حياته. ونحن قلنا كان رسول الله صلىاللهعليهوآله أولى بأن يبين الاسم والصفة ؛ لأن البيان من رسول الله صلىاللهعليهوآله ليس كالبيان من غيره. فمن هاهنا قلنا إن رسول الله صلىاللهعليهوآله نصبه باسمه ونسبه.
فإن قالوا : إنا قد نراكم رجعتم إلى قولنا في الصفة والاسم بعد الأول أيضا بالصفة ، فما الفرق بيننا وبينكم؟
قيل لهم : إن اسم رجل بعينه لا يكون للناس كلهم ، ولكن يكون النسب والفضل واحد. وأنتم زعمتم أن الاسم والنسب مخالف. فهذا الفرق بيننا وبينكم في الدعوى.
فإن قالوا من أين ادعيتم أنه معدن واحد دون المعادن كلها؟
قيل لهم : لأنه لو كانت معادن مختلفة لم يجز أن يكون الأمر إلا بالشورى. ولا تجوز الشورى إلا في القبائل التي تجوز لهم الإمامة. فإذا ذهبوا إلى أن يجمعوا أهل الشورى من كل قبيلة ، لم يجز إلا أن يختاروا من أهل الاسلام جميعا ، وإذا كان ذلك لم يجز إلا جمعهم من الآفاق كلها جميعا ، مع أنه لا يكون ذلك إلا برضاهم جميعا ، ولو جاز اجتماعهم اختلفت هممهم أن يكون الأمر فيهم. وفي اختلاف هممهم ومشاورتهم منازعة ، لأن كل قوم يقولون : لهم فضل الإمامة ؛ لأن البنية على هذا. فإذا وقعت المنازعة وقعت الفتنة ، وإذا وقعت الفتنة وقع الحرب ، وإذا كان ذلك تفانوا. فإذا ما وقعوا فيه من الشر والفساد أعظم مما طلبوا من الصلاح في طلب الإمامة ، ولم يكن الله تبارك وتعالى يفرض عليهم فريضة يريد بها صلاح عباده ، فتكون تلك الفريضة عليهم