صلت ، فهذا عندنا أحسن ما سقط إلينا في صلاة الخوف.
وكذلك صلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما بلغنا صلاة الخوف في غزوة له (١) غزاها يقال لها : ذات الرقاع (٢).
وفقنا الله وإياك للتقوى ، في كل محنة نزلت بنا أو بلوى ، وصلى الله على محمد وآله الأبرار ، الطيبين الأخيار.
١٢٣ ـ وسألت : وفقنا الله وإياك لمرضاته ، ولعلم ما أوجب الله علينا وعليك علمه من آياته ، عن قول الله جل جلاله ، عن أن يحويه قول أو يناله : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (٧٢) [الأحزاب : ٧٢] ما وجه ما أراد الله بذلك من المقال ، ومن أين جاز أن يقال : أبين وأشفقن وجه ما أراد الله تبارك وتعالى بذلك وتنزيله ، ما أبانه الله من تظليم الإنسان بما بناه (٣) الله عليه من تبيينه للخيانة في الأمانات ، والتأدية (٤) ما صغر حليته في الخلقة والتركيب ، من قدر ما ذكر الله من الخلق العجيب ، وأنت رحمك الله فقد تعلم أنك لو عرضت بفكرك ، وفي تقديرك ونظرك ، فضلا عما قد تعلمه يقينا بقلبك ، على ما قد تعرفه من السماوات ، أمانة من الأمانات ، لما حملتها ، ولا شيئا منها ، إذ كن عندك في علمك غير ناطقات ، وهن فإذا كن كذلك فهن لحمل الأمانات غير مطيقات ، فإذا كن من ذلك لنفس خلقهن وما بنين عليه من ضعفهن ممتنعات ، أفضل مما يقول به منها قائل ، أو يتحير من علمائها عالم (٥).
وقد يحتمل أيضا أن يكون إنما أريد السماوات والأرض والجبال : أهلهن ، ومن
__________________
(١) في المخطوط : لها. ولعلها سهو من النساخ.
(٢) أخرجه البخاري ٤ / ١٥١٢ (٣٨٩٨) ، ومسلم ١ / ٥٧٤ (٨٤٠) ، وأبو داود ٢ / ١٧ (١٢٤٨) ، والنسائي في المجتبى ٣ / ١٧١ (١٥٣٩) ، وأحمد ٦ / ٢٧٥ (٢٦٣٩٧) وغيرهم.
(٣) كذا في المخطوط.
(٤) يبدو أن في هذه الجملة سقطا أو تصحيفا. والمعنى غير واضح.
(٥) وفي هذه العبارات خلل ، لعل بها سقطا أو تصحيفا. والله أعلم.