والسابعة سورة غافر (١) : (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ).
والثامنة سورة الشورى (٢) : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا).
والتاسعة سورة النحل (٣) : (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ).
والروح في هذه المواضع الثلاثة يراد به منهاج الشريعة الهادي إلى طريق الرشاد. وفيه الحياة والسعادة والهناء. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ)(٤).
والآية في سورة الشورى هكذا تبتدىء : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ. وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ. صِراطِ اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ)(٥).
وهكذا في السورتين الأخريين كان السياق فيهما سياق التبشير والإنذار.
***
وفي سورة النحل أيضا قوله : (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) يراد به جبرائيل رسول الوحي إلى الأنبياء عليهمالسلام وهو الروح الأمين الّذي نزل بالقرآن على قلب سيّد المرسلين (٦).
وسنتكلّم عن روح القدس الّذي يتأيّد به الأنبياء عليهمالسلام. وقد جاء التعبير به في سور مدنية (٧).
__________________
(١) رقم نزولها بمكة : ٦٠. رقم ثبتها في المصحف : ٤٠. الآية : ١٥.
(٢) رقم نزولها بمكة : ٦٢. رقم ثبتها في المصحف : ٤٢. الآية : ٥٢.
(٣) رقم نزولها بمكة : ٧٠. رقم ثبتها في المصحف : ١٦. الآية : ٢.
(٤) الأنفال ٨ : ٢٨.
(٥) الشورى ٤٢ : ٥١ ـ ٥٣.
(٦) الشعراء ٢٦ : ١٩٣.
(٧) البقرة ٢ : ٨٧ و ٢٥٣. والمائدة ٥ : ١١٠.