[٢ / ١٨٠٣] أخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أنس : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء» (١).
قال ابن كثير : وهذا ضعيف ، فإنّ زيدا العميّ ـ راوي الحديث ـ فيه ضعف ، وشيخه يزيد الرقاشي ـ المرويّ عنه ـ أضعف منه (٢).
قلت : بل وفيه غرابة : هل كانت اليهود تعرف عاشوراء ـ اليوم العاشر من شهر محرّم الحرام العربي ـ وهل كانت تعهد ما لهذا اليوم من مكانة مزعومة! لم تعرف إلّا على عهد سطو أميّة على بضعة آل الرسول!!
[٢ / ١٨٠٤] وأغرب منه ما أخرجه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي والبيهقي عن ابن عبّاس قال : قدم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المدينة ، فرأى اليهود يصومون يوم عاشوراء! فقال : «ما هذا اليوم الذي تصومون؟ قالوا : هذا يوم صالح نجّى الله فيه بني إسرائيل من عدوّهم ، فصامه موسى. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : نحن أحقّ بموسى منكم ، فصامه وأمر بصومه» (٣).
وجه الغرابة : أنّ مثل نبيّ الإسلام لا يجهل سنن من قبله من الأنبياء. ثمّ لا ينبغي لمثله أن يتّبع قولة يهوديّة لا اعتبار بها ، أو أن يأمر بمتابعتهم!
[٢ / ١٨٠٥] وذكر الثعلبي : أنّه لمّا دنا هلاك فرعون أمر الله ـ عزوجل ـ موسى أن يسري ببني إسرائيل ، وأمرهم أن يسرجوا في بيوتهم إلى الصبح ، وأخرج الله ـ عزوجل ـ كلّ ولد زنا في القبط من بني إسرائيل إليهم وأخرج من بني إسرائيل كلّ ولد زنا منهم إلى القبط حتّى رجع كلّ واحد منهم إلى أبيه ، وألقى الله ـ عزوجل ـ على القبط الموت فمات كلّ بكر ، فاشتغلوا بدفنهم عن طلبهم حتّى طلعت الشمس وخرج موسى عليهالسلام في ستمائة ألف وعشرين ألف مقاتل لا يتعدّون ابن العشرين أصغرهم ، ولا ابن الستّين أكبرهم ، سوى الذرّيّة. فلمّا أرادوا السير ضرب عليهم التّيه فلم يدروا أين
__________________
(١) أبو يعلى ٧ : ١٣٣ / ٤٠٩٤ ؛ الدرّ ١ : ١٦٧ ؛ مجمع الزوائد ٣ : ١٨٨ ، كتاب الصيام ، كنز العمّال ٨ : ٥٧٢ / ٢٤٢٣٥.
(٢) ابن كثير ١ : ٩٥.
(٣) الدرّ ١ : ١٦٧ ؛ مسند أحمد ١ : ٢٩١ ؛ البخاري ٢ : ٢٥١ ، وفيه : فأنا أحقّ بموسى ، كتاب الصوم ، باب صوم يوم عاشوراء ؛ مسلم ٣ : ١٤٩ ؛ النسائي ٢ : ١٥٦ ـ ١٥٧ / ٢٨٣٤ و ٢٨٣٥ ، كتاب الصيام ، باب صيام يوم عاشوراء ؛ البيهقي ٤ : ٢٨٦ ، كتاب الصيام ، باب فضل يوم عاشوراء وفيه : «فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله ....». ابن كثير ١ : ٩٥ وفيه : «أنا أحقّ».